جمعيّة الثّقافة العربيّة تختتم معرض الكتاب الخامس

اختتمت جمعيّة الثّقافة العربيّة مساء يوم الجمعة، معرض حيفا للكتاب في موسمه الخامس بعد تسعة أيّام حافلة بالنّشاطات الّتي تنوّعت بين النّدوات الحواريّة والأمسيات الفنّيّة ونشاطات الأطفال، ليكون المعرض بهذا خاتمة نشاطات الجمعيّة في المركز الثّقافيّ العربيّ في حيفا قبل بدء ترميمه مطلع الشّهر المُقبِل.

وانطلق المعرض يوم الخميس الماضي الموافق 14.9 مع آلاف العناوين والإصدارات الّتي تنوّعت بين الدّراسات السّياسيّة والفلسفة والأدب وقصص الأطفال والفتيان، وشملت دور نشر متعدّدة مثل المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السّياسات، ومؤسّسة الدّراسات الفلسطينيّة، ومركز "مدار" و"مسارات" وغيرها في قسم الدّراسات، إلى جانب قسم واسع من كتب الأطفال والفتيان، وركن مخصّص للأدب العربيّ والأدب المترجم، وعناوين تصل للمرّة الأولى إلى الدّاخل الفلسطينيّ.

واعتبر مدير جمعيّة الثّقافة العربيّة، مصطفى ريناوي أنّ المعرض نجح هذا العام في زيادة عدد الجمهور وعناوين الكتب ودور النشر، مؤكّدًا أنّ "هذا التطوّر الّذي شهده المعرض في موسمه الخامس انعكس في عدّة مجالات أبرزها إطلاق مشروع ‘صالون مي الأدبي‘ وإصدار كتيّبين في أعقاب صيرورات قادتها الجمعيّة، فأطلقت مجموعة ‘قصص لفك النحس‘ الّتي أنتجت من خلال دورة ‘حبكة‘ للكتابة الأدبيّة التي قدّمتها الجمعيّة مع الكاتب إياد برغوثي، كما أصدرت كتيّب ‘خيال‘ الّذي جمع القصص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة، وبهذا قدّم المعرض هذا العام فرصًا جديدة في فعل الكتابة الكتابي للجمهور المحلي وبداية إطلاق مشاريع إنتاجية قيد التطوير".

وأكّد ريناوي أنّ المعرض قد "عزّز في موسمه الخامس من قاعدته الجماهيرية المتزايدة والتي طورت من المعرض ليغدو مهرجانًا ثقافيًّا ومساحة معرفيّة تحرّريّة تستقطب المهتمّين والكتّاب والباحثين في الداخل الفلسطيني وتقدم لهم منصة للنقاش والفكر والتصور حول كتب ومواضيع أدبية وثقافية وبحثية عديدة، عبر برنامج ندوات حواريّة ونشاطات زخم ومتنوّع".

وأوضح مدير الجمعيّة أنّ هذا المعرض ينتهي بتوديع العمارة القديمة للمركز الثقافيّ العربيّ مع انطلاق عمليّات التّرميم في نهاية العام الجاري، ليعود المركز للعمل ويستضيف في بداية عام 2025 فعاليات ومشاريع ثقافيّة على نحو أوسع وأكثر تطوّرًا وتأثيرًا في قلب مدينة حيفا.

وشهِد المعرض برنامجًا زخمًا من النّشاطات، فافتتح البرنامج يوم الخميس بندوة حواريّة لإطلاق كتاب "اليمين الجديد في إسرائيل" بحوار بين د. هنيدة غانم، محرّرة الكتاب والمديرة العامّة لمركز مدار، والباحث د. أمير فاخوري؛ ليقدّما قراءةً واسعةً ومعمّقةً للكتاب وهو من إصدار مدار – المركز الفلسطينيّ للدراسات الإسرائيلية، متناولين صعود اليمين الجديد في إسرائيل ضمن سياق تاريخي وسوسيولوجي لهذا الصعود.

بينما تناولت حواريّة اليوم الثّاني من المعرض، الجمعة الموافق 15.9، أسئلة حول العمل الثّقافيّ في الدّاخل الفلسطينيّ، باستضافة كلّ من الشّاعر علي مواسي، والفنّان بشّار مرقص، والمترجمة ومنسّقة مهرجان يافاويّة كفاح عبد الحليم، وبتيسير الزّميل معتصم زيدان، تحت عنوان "الثّقافة في فم التّنّين"، لتستعرض الحواريّة سياسات العمل الثّقافيّ وتأثير سياسات الأبارتهايد على العمل الثّقافي في فلسطين.

وفي اليوم الثّالث من المعرض، السبت الموافق 16.9، احتفت جمعيّة الثّقافة بإعلان نتائج مسابقة القصّة القصيرة وإطلاق كتيّب "خيال" الّذي شمل القصص الفائزة، بحضور أعضاء لجنة التّحكيم، الكتّاب رأفت آمنة جمال، وفردوس حبيب الله، وغسّان ندّاف.

كذلك احتفت الجمعيّة يوم الأحد الموافق 17.9، في اليوم الرابع للمعرض، بافتتاح صالون مي الثّقافيّ وإطلاق مجموعة "قصص لفكّ النّحس" وهي نتاج دورة "حبكة" في الكتابة الأدبيّة مع الكاتب إياد برغوثي، وبمشاركة خرّيجات الدّورة بمقتطفات ممّا كتبن من قصص نشرت في المجموعة.

وشهد يوم الثّلاثاء الموافق 19.9 حواريّة "قول يا طير" الّتي تناولت الأسطورة والحكاية الشعبية في أدب الأطفال الفلسطينيّ باستضافة كلٍّ من أخصّائيّة الطّفولة المبكّرة وأدب الأطفال، منى سروجي، والباحث في مجال الأساطير والفنتازيا والفنّان البصريّ أحمد نبيل، والباحثة د. حنان موسى حزّان.

وقدّمت الجمعيّة ضمن المعرض يوم الأربعاء الموافق 20.9 ورشةً للأطفال بعنوان "شو القصّة؟ دراما للأطفال بوحي من عالم الحكايات، مع موجّهة المجموعات بالمسرح والدّراما، لقاء شرف.

وتناولت الحواريّة الأخيرة ضمن برنامج المعرض يوم الخميس الموافق 21.9 كتاب "الأرشيفات في إسرائيل والرّواية التّاريخيّة الإسرائيليّة والنّكبة" مع الكاتب الباحث د. محمود محارب والكاتب والصّحافي أنطوان شلحت حيث تحدّثا عن أهمّيّة الأرشيفات واستخدامها في الدّراسات السّياسيّة والتّاريخيّة، وحول ما تكشفه هذه الأرشيفات.

واختتم المعرض باحتفاليّة ضمّت منصّةً مفتوحة بفقرات متنوّعة في الموسيقى والشّعر والأدب.