في حفل إطلاق برنامج منحة روضة بشارة- عطاالله: الإعلان عن قرب إقامة صندوق إضافي للدعم المجتمعي
نظّمت جمعيّة الثّقافة العربية، يوم الجمعة 26/11/2021، حفلًا لإطلاق برنامج منحة روضة بشارة- عطا الله لطلاب وطالبات المنحة للسّنة الدراسية 2021/2022 في قاعة "غراند بالاس" في مدينة الناصرة.
بدأ الحفل باستقبال الطلاب وإعطائهم فرصة حرة للتعارف والمشاركة في صورة جامعة، واستهلّ بنشيد موطني تعزيزًا للحس الوطني الذي يسعى له البرنامج.
كما تخلل الحفل كلمات ترحيبية من رئيس الهيئة الادارية، مدير الجمعية والطاقم، وأيضًا كلمة من قبل الطالبة عائشة عبد الغني التي اشتركت في البرنامج وتدخل سنتها الثالثة والاخيرة كطالبة المنحة، كل ذلك بعرافة الطالب أيمن حلاق.
احتفى الحفل بذكرى روضة بشارة- عطا الله، ومسار عطائها ضمن جمعية الثقافة العربية وخارجها، وبالأخص أهمية وضعها أسسا متينة لإنشاء برنامج المنح الذي أُطلِق اسمها عليه تكريمًا لجهودها.
واختتم بفقرة موسيقية مع خرّيجة البرنامج، أنوار شرارة، طالبة وخرّيجة المنحة سنة 2018/2019.
التحضير لحملة الصّندوق المجتمعي للدعم الأكاديمي
حفل إطلاق البرنامج هذه السّنة يختلف عن السنوات السابقة، كونه يأتي بالتّوازي مع التحضير لحملة إطلاق الصندوق المجتمعي لزيادة عدد المنح الدراسية دعمًا للطّلاب الفلسطينيّين في الجامعات والمعاهد. وأكّد برنامج منحة روضة بشارة- عطا الله على أهمّية وجود منح دراسية لطلابنا وطالباتنا، وعلى أهمية وجود برنامج تثقيفي مرافق للمنحة المادية، الذي يعمل على إكساب الطلاب أدوات ومهارات لتمكينه كفرد وتثقيفه قيَميًا وسياسيًا لخلق طليعة شبابيّة واعية وقياديّة.
إرث كبير وجدير بالحياة والبقاء
كانت الكلمة الأولى لرئيس الهيئة الإداريّة في جمعيّة الثقافة العربيّة الكاتب أنطوان شلحت الذي خاطب الخريجين والخريجات قائلًا:" في كل مناسبة كهذه، لا بُدّ من أن نتوجه بأسمى آيات الشكر والتقدير إلى مؤسسة الجليل. كما نتوجه بالاحترام لمن تحمل هذه المنحة اسمها، الحاضرة دائمًا د. روضة بشارة عطا الله. كانت روضة من أكثر شخصيات مجتمعنا التي ألهمته بأهمّية الاستثمار في الثقافة وفي الطلاب الجامعيين. ولعلّ أفضل إحياء لذكراها، هو الحفاظ على هذا الإرث من أجلها، من أجل طلّابنا ومن أجلنا جميعًا.
في هذا الشأن تركت الراحلة إرثـًا ثقافيًا متميزاً أظن أنه حتى الموت لا يقدر على طمسه. ولا شك في أنه إرث كبير وجدير بالحياة والبقاء. والأهم من ذلك أنه ينطوي على الملامح المطلوبة لمشروعنا الثقافي المشتهى هنا والآن، ولعل أكثر ما نحتاجه الآن هو العودة إلى هذا الإرث ودرس كيفية إخراجه إلى حيّز التنفيذ".
نتطلّع لزيادة مساحة التأثير
وألقى مدير جمعية الثقافة العربيّة مصطفى ريناوي كلمة قال فيها: "للعام الخامس عشر على التوالي تقيم جمعيّة الثقافة العربيّة حفل إطلاق منحة روضة بشارة- عطا الله، التي تخدم سنويّا أكثر من 250 طالبا وطالبة وعلى مدار ثلاث سنوات. ويشمل برنامجا وطنيا وديمقراطيا، يعزّز قيم الشراكة وبناء المبادرات. من المهم أن نستمر ونتوسع بهذا البرنامج لنساهم بتقوية بوصلة أخلاقية حصينة لطلابنا وشبابنا. وإننا نتطلّع لتوسيع مساحة التأثير، من خلال صندوق إضافي للمنح الدراسيّة، سنعلن عنه في الأشهر القريبة، للدعم المجتمعي واستثمارنا كمجتمع، بطاقات شبابنا وقدرتهم على البناء. هذا البرنامج جزء أساسي من عمل ورسالة الجمعية التي تهدف لخلق مجتمع يتشارك القوة بين ناسه وشبابه وينتج من خلالها مبادرات سليمة وعادلة ومؤمنة بحقوق الإنسان. نذكر الراحلة والأم العزيزة روضة بشارة عطا الله، التي بنت هذا الصرح، المستمرّين به ونعمل يوميا على تطويره وزيادة مساحة تأثيره بين الشّباب".
كما هنّأت كاسي من مؤسسة الجليل، التي تدعَم برنامج المنحة، قائلة: "أهنّئ الطلاب والطالبات وصولهم لهذه المرحلة وعلى الجهد الذي بذلوه. نفخر بكم جميعًا، ونحن فخورون في مؤسسة الجليل لتأمين هذا الدّعم، ومتحمّسون لنرى كيف ستجلبون تغييرا إيجابيا لمجتمعاتكم وللعالم".
وقالت مركزة مشروع المنح في الجمعية ساجدة فروجة: "أنا سعيدة وفخورة بهذا الحفل، بالطلاب وبانضمامي لهذه البيئة الحاضنة لهويّتي العربية الفلسطينية. أشعر بوقوفي هنا أنّني أحقّق حلما يخصّني، لحاجتي في السّابق إلى مثل هذه الأطر والمؤسّسات والمبادرات، التي نصقل بها شخصيّتنا بقوّة وشفافيّة ونتطوّع من خلالها لمجتمعنا. لدي إيمان كبير بأننا قادرون على بناء مجتمع معطاء، متكافل، واثق بنفسه وبطاقاته".
تجدر الإشارة إلى أن البرنامج انطلق في عام 2007 وتدعمه مؤسّسة الجليل البريطانيّة، ويهدف إلى تشجيع التعليم العالي في المجتمع الفلسطينيّ في الداخل وبناء طليعة أكاديميّة مثقّفة ومهنيّة تتسم بروح الانتماء والعطاء المجتمعيّ. ويبدأ مسار الطالب في المنحة والتي تستمر ثلاث سنوات في حفل إطلاق البرنامج. وضمّ الحفل كل طلاب المنحة والذين يفوق عددهم 250 طالبا وطالبة من كافة المؤسسات الأكاديمية في البلاد ومن كافة المناطق في الداخل الفلسطيني، وذلك ضمن إطار جامع ينادي بأهمية خلق تجربة اجتماعية وسياسية موحدة، ترتكز على تبادل التجارب وعلى قيم العدالة والديمقراطية والتعددية. منذ حفل إطلاق البرنامج يتواجد الطلاب داخل إطار بإمكانه المساهمة في تقليص الشعور بالعزلة الذي تفرضه المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية تجاه الطلاب الفلسطينيين، كونها بيئة غريبة لا تحاكي ما يحتاج إليه الطالب الفلسطيني من إثراءات أكاديمية واجتماعية وسياسية.