اختتمت جمعيّة الثقافة العربيّة يوم الأربعاء، الموافق 20/12/2023، سلسلة من الندوات المكثفة التي تهدف للمساهمة في تطوير تعاملنا وآلياتنا مع الواقع السياسيّ الذي فرضته الحرب على أبناء شعبنا بمختلف أماكن تواجده. جزء من هذه الندوات نُظمّت بالشراكة مع مؤسّسات مُجتمع أهلي شريكة في الهمّ الوطنيّ، وتم ذلك بحضور مئات المحاضرين والمشاركين في سلسلة من الندوات والتي توزعت على ستّ لقاءات رقميّة ووجاهيّة.
أفتتحت السلسلة بالندوة الأولى وبالشراكة مع مؤسّسات عدّة فاعلّة حول قضايا التحريض والتعبير عن الرأي، والتي اشتركت فيها مؤسسة عدالة الحقوقيّة، مركز حملة، وجمعيّة الشباب العرب بلدنا. بعد انعقاد الندوة بأسابيع نظمت الجمعيّة ندوة قدّمتها المحاميّة المختصّة بقضايا حقوق الإنسان، عبير بكر، والتي هدفت الى منح الجمهور أدوات قانونيّة وآليات للتعامل مع التحريض.
علاوة على ذلك، وخلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، عقدت الجمعيّة ندوتيّن إضافيتيّن، تطرقت الأولى الى موضوع الطلبة الأكاديميّين في الجامعات الاسرائيليّة والملاحقة السياسيّة التي يتعرضون لها، وقد قدّم هذه القراءة يوسف طه، مسؤول الهيئة المشتركة للكتل الطلابيّة في المعاهد الإسرائيليّة، إضافةً الى المحامي عدي منصور، الذي يشغل ملف ملاحقة الطلبة في مركز عدالة، إضافة الى القراءة تطرق المتحدثين الى سُبل التصدي لهذه الملاحقات، وخصوصًا التي من المتوقع أن تشتد عند عودة الطلبة الى مقاعد الدراسة في بداية العام القادم.
أما الندوة الرابعة في الشهر ذاته فكانت من تقديم المحامي والباحث في القانون الدوليّ المُقارن، د. فادي خوري، والتي كانت بعنوان "ما بين حقوق الإنسان، سيادة القانون وقانون الطوارئ"، الذي حاول إعطاء نظرة قانونيّة حول حالة الطوارئ التي فُعلت في البلاد عُقب الإعلان عن حالة الحرب، والتي يتم بالاعتماد عليها قمع الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.
مع بداية شهر كانون الأول/ ديسمبر نظمت الجمعيّة بالشراكة مع كيان – تنظيم نسوي، ندوة حملت عنوان "واقع النساء الفلسطينيّات في ظل الحرب"، والتي قدمتها المديرة العامة للجمعيّة، السيدة نسرين طبري، والتي تطرقت بدورها الى واقع النساء الفلسطينيّات هذه الفترة، وخصوصًا في قطاع غزّة، الاعتقالات، والتحريض عليهن. وقد أشارت طبري خلال اللقاء الى معطيات تدلّ على صعوبة الواقع الذي تعيش فيه نساء فلسطين، حيث بيّنت لجمهور الحاضرين أن وقع الحرب أقسى على النساء والأطفال مقارنةً بفئات مجتمعيّة أخرى.
كما ونُظمت الجمعيّة بالشراكة مع مؤسسات مجتمع مدنيّ، مدى الكرمل – المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة وجمعيّة الشباب العرب – بلدنا، مؤتمرًا أكاديميًّا وجاهيًّا في صالة "مجدلاني" في حيفا، وذلك في تاريخ 15 كانون الأول 2023، وقد شهدت القاعة حضورًا لقرابة 150 مشاركًا من مناطق متفرقة في الداخل الفلسطينيّ.
في الندوة الختاميّة استضافت الجمعيّة مُدرّب ومحاضر الإعلام في جامعة بيرزيت- ومركز تطوير الإعلام، صالح مشارقة، الذي قدّم بدوره اسئلة حول أدبيّات أخلاقيّات النشر في ظل الإبادة التي يتعرض لها أبناء شعبنا. أثارت الندوة كسابقاتها تساؤلات عدّة، وهذه المرة في مجال الإعلام واستخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعيّ لخدمة الروايّة الفلسطينيّة. تستمر الجمعيّة في الشهر المقبل في سلسلة نشاطات تتعلق بالحرب والإبادة الجماعيّة والتي ستتطرق الى محاور عدّة، كاستهداف القطاع الصحي في خلال الحرب، ودور الجامعات في بناء الرأي العام العالمي، وإمكانيات تجنيد الذكاء الاصطناعي لنشر الروايّة الفلسطينيّة آملين أن يساهم ذلك في إنهاء العدوان على أهالي القطاع. ستواصل الجمعيّة جهودها في إثارة قضايا إنسانيّة، اجتماعيّة وسياسيّة، من خلال الاستمرار في تنظيم الندوات والمؤتمرات وذلك بهدف تسليط الضوء على قضايانا ومساهمين في رفع الوعي تجاهها وتطوير اليات عمل للمرحلة القادمة لرفع الصوت الوطني والأخلاقي المناهض للحرب والمساند لحياة وكرامة شعبه وعدالة قضيته .