"التحديات المتوقعة في سياسات التربية والتعليم في ظل الحكومة الجديدة" ندوة للمختصين والجمهور في الناصرة
نظمت جمعيّة الثقافة العربيّة يوم الأربعاء، الموافق 11.01.2023، في فندق "رمادا" الناصرة، ندوة لبحث المخاطر والتحديات المُتوقعة في سياسات التربية والتعليم تحت ظل الحكومة الاسرائيلية الجديدة، وذلك بمشاركة د. شرف حسان، رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، الباحث والمحاضر في كلية "أورانيم"، والمحاضرة في التربيّة بالكلية ذاتها، دالية حلبي، وطالبة الدكتوراه في قسم القيادة والسياسات التربويّة في جامعة حيفا، وقد حاورهما الصحافي أحمد درواشة. وأقيمت الندوة بحضور عشرات من النشطاء في السلك التربويّ، المهتمين والمهتمات بقضايا التربية والتعليم للطلاب الفلسطينيين في البلاد.
ألقى الحوار وبالشراكة مع جمهور الحاضرين، الضوء على المخاطر التي يواجهها جهاز التربيّة والتعليم العربي في ظل صعود الحكومة التي تم تصنيفها على أيدي جهات مُختصة عديدة على أنها الأكثر تطرفًا منذ من الحكومات السابقة، كون تم السيطرة عليها من قبل أحزاب الصهيونيّة الدينيّة. ومن خلال الحوار تم التطرق الى أزمة التعليم التي تعصف بالمجتمع الاسرائيلي، بعد تعمق الأزمة السياسية في البلاد تحديدًا في قضايا التربية، ومدى أثر ذلك على حقل التربيّة في المجتمع الفلسطيني بالداخل، بالإضافة الى سُبل التأثير على السياسات الاسرائيلية في الفترة القادمة من خلال عملية تشخيص الواقع واستشراف المستقبل، وأخيرًا عن مدى جهوزية الجهات المُختصة العديدة من عدمها للدور الذي يقع على عاتقها بهدف مواجهة المخاطر والتحديّات الناجمة عن المشهد الحكوميّ الحالي.
أشار الباحثين خلال حديثهما الى أن عملية تشخيص المشكلة في سياسات التربيّة والتعليم تمت خلال عمل دؤوب من قبل جهات معينة في مجتمعنا، لكن المشكلة تكمن في صُناع القرار ومدى اهتمامهم بتغيير الواقع. كما أيضًا تمت الإشارة الى أن هذه المشاكل ليست وليدة الحكومة الجديدة، وأن عملية فصل سياسات التربيّة والتعليم التي تم تبنيها من جهات حكوميّة غير مجدية والسبب يعود بالأساس الى أزمة المواطنة الأساسية التي نعاني منها بشكل عام في كافة مؤسسات الدولة، التي ترى بهويتنا الجمعيّة شيء يجب أن يتم محاربته. حيث شدّدت الباحثة دالية حلبي على أن الحل للتخلص من أزمة السياسات في التربيّة والتعليم لا يمكن أن يتم حلها من الجذور، الا من خلال حل الأزمة الكُبرى، ألا وهي المواطنة. وبالمقابل شدّد د. حسان على أن فصل قضايا التربيّة عن التعليم هي التي تؤدي الى واقع سيء للطُلاب، حيث لا يمكن أن يتم القضاء على المشاكل وسد الفجوات الا من خلال تبني قيم انتماء جمعيّة، الأمر الذي ترفضه اسرائيل.
وأضاف بأن دوافع صُناع القرار من أجل سد هذه الثغرات هي صورة اسرائيل في العالم، وبالرغم من معرفتنا بهذه الحقيقة كمجتمع ألا أننا يجب ترشيد قراراتنا وسياساتنا الداخليّة لدفع السياسات الحكوميّة الى تغيير توجهها اتجاهنا. حيث يعاني الطالب العربي من فجوات كبيرة في التحصيل التربوي والأكاديمي مقارنةً مع الطالب اليهودي في اسرائيل، وبالرغم من السياسات التي تم إتباعها في السنوات الأخيرة لتقليص الفجوة بين الطُلاب العرب واليهود إلا أن الفجوات لم تتغير والسبب يعود لتنصل الوزارة من حاجة العمل على جانب الهُوياتي عند الطالب. بالإضافة الى أن الأسباب ليست فقط هُوياتيّة وسياسيّة اسرائيليّة، انما أيضًا تتعلق بأزمة المجالس المحلية والفساد فيها الذي يؤثر بشكل مُباشر على تعيينات المعلمين والطواقم التربويّة في المدرسة والنظام التعليمي.
أما بخصوص قضية تحصيل الحقوق أمام المؤسسة الاسرائيلية وقدرة المجتمع الفلسطيني في الداخل على تحسين وضع التربيّة والتعليم في البلاد، فقد شدّد رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي في البلاد، د.حسان على أن نجاحات تحصيل الحقوق منذ انطلاقة جهات فاعلة بقضايا التعليم لم يتم الا عن طريق تنظيم أنفسنا والنضال أشكال عدة منها القضائي والاجتماعي. وأن تنظيم أنفسنا في نقابات والعمل المُنظم هو الطريق لتحصيل الحقوق والتأثير على المنهاج وتعديله بما يلائم القضايا اليوميّة التي تؤثر بشكل مباشر على حياتنا، وأيضًا القضايا الجمعيّة التي تتطرق الى القيم التربويّة وسياسات الهوية.
وفي نهاية الندوة فُتح باب النقاش والمداخلات للحضور.