جمعيّة الثّقافة العربيّة تُطلق صندوق "سِماك" لدعم التعليم العالي

(*) حيفا- أعلنت جمعية الثّقافة العربيّة، يوم الأربعاء، 17/05/2023، عن إنشاء صندوق "سِماك"، الذي يهدف إلى توفير أكبر عددٍ ممكنٍ من المنح الدراسيّة للطّلبة الفلسطينيين في داخل الخط الأخضر، وهي منحةٌ تُغطّي قرابة 80% من القسط الجامعي، وتمتدّ على مدار 3 سنواتٍ يتم خلالها تقديم دعمٍ أكاديميٍّ ومعنويّ للطّالب/ة، بالإضافة إلى برنامجٍ تثقيفيٍّ يهدف إلى تنمية جيل مُبادر ومعطاء.

ويأتي إنشاء الصندوق ثمرة عملٍ دؤوبٍ امتد على مدار أكثر من 15 عامًا قدّمت خلالها الجمعيّة أكثر من 1050 منحةً للطّلبة الفلسطينيين الذين يتعلمون في المؤسسات الأكاديميّة على جانبي الخط الأخضر.

وأكدت جمعية الثقافة العربيّة أن التغيرات السياسيّة - الاجتماعيّة التي تمثّلت في الآونة الأخيرة بشكل خاصٍ في صعود جائحة كورونا، وارتفاع عدد العائلات التي تعيش تحت خط الفقر في البلاد - حيث أن 39.1% من العائلات العربية في بلداتنا تعيش تحت خط الفقر-، تُحتم علينا ضرورة توسيع رقعة الإفادة والاستفادة التي تُقدمها الجمعيّة إلى أبناء شعبنا منذ عام 2007، وبالأخص مع وصول عدد طلبات المتقدمين للمنحة إلى أكثر من 5000 شخص بشكل سنوي، جزء كبير منهم مُستحقون لها من الناحيّة الاقتصاديّة.  

علاوةً على ذلك، فإن مشهد العنفِ وسيطرة الجريمة المنظمة على مناحٍ مُختلفةٍ من حياتنا إضافة الى ما ذُكر أعلاه، تُحتّم تحويل قضيّة التعليم العالي إلى قضيّة جمعيّة. لذلك، تخاطب الجمعية أبناء مجتمعنا لتدعوهم إلى المشاركة في مشروعها الذي يهدف إلى دعم عددٍ أكبرٍ من الطُلاب في المؤسسات الأكاديميّة، وذلك عن طريق التبرّع لصندوق "سِماك".

وشدّدت الجمعية على أن لأهمية إطلاق الصندوق أسبابًا عدّة، أهمها إتاحة التعليم العالي لأكبر عدد ممكنٍ من الطلاب الفلسطينيّين في الداخل، حيث يُغطي المبلغ الموزع على ثلاث سنوات مُجمل قسط اللقب الأكاديمي، الأمر الذي يُساهم في تخفيف عبء عمليّة التمويل الأكاديميّ سواء على الأهل أو على الطالب.

ويهدف البرنامج، الذي تُنظمه الجمعيّة خلال الفترة التي يقضيها الطالب في المنحة، إلى تنمية جيل شبابيٍ قياديٍ جديد، حامل لهموم مجتمعه، قادرٍ على خلق مُبادرات مُجتمعيّة نحتاجها لإحداث التغيير الذي نطمح إليه بين أوساط الشباب والشابات من الجيل القادم. وهو برنامج مبنيّ على أسس العدالة والثقافة المجتمعيّة ويتم فيه تطوير قدراته الفرديّة من أجل البناء الذاتي، وتعميق الرغبة في العطاء المجتمعي من خلال التطوع والمُبادرة في مجالاتٍ مُختلفةٍ تُلائم اهتمامات الطالب/ة واحتياجاته/ا. وخلال البرنامج يرافق مُنسقو المنحة الطُلاب، مرافقة شخصيّة، مهنيّة، تتلاءم مع ظروفهم الحياتيّة وخياراتهم، مما يحيطهم ببيئة حاضنة وداعمة تُخفف شعور الطالب/ة العربيّ/ة بالغربة في المؤسسات الأكاديميّة، كما يُساهم في تميّزهم/ن في داخل الأكاديمية وخارجها.

وترى الجمعية أن أهميّة عمليّة المُساندة المجتمعيّة تكمن في علاقتها بالتطور الذاتيّ والجمعيّ. وتتلخّص الدوافع التي تجعلها تدعو أبناء مجتمعها لأن يكونوا جزءًا لا يتجزأ من بيئة الدعم للطالب العربي في المؤسسات الأكاديميّة، في نقاطٍ عدّة:

  • صعوبة تغطيّة مصاريف التعليم الأكاديمي للطالب، هذا بالإضافة الى شُح الأطر الجمعيّة والبيئة الحاضنة للطالب/ة. وشكلت جمعيّة الثقافة العربيّة على مدار أكثر من 25 عامًا بيتًا لكمٍ كبيرٍ من هؤلاء الطُلاب، خصوصًا بعد إطلاق برنامج المنح الدراسيّة.
  • معدل دخل العائلة العربيّة المكونة من 5 أفراد والمقبل جزء من أبنائها على مرحلة التعليم الأكاديمي هو 11338 ش.ج، وذلك حسب معطيات مكتب الإحصاء المركزي في البلاد. بالمقابل، تُشير معطيات تم جمعها على مدار السنوات السابقة في الجمعيّة إلى أن معدل دخل الأهل للمُتقدمين للمنحة هو 4200 ش.ج. هذا المعطى هو دليل على أهمية مشروعها ومدى قيمته عند المستفيدين والمستفيدات منه.
  • إن تجارب الشعوب المُفقرة والمهمشة في عمليّة تغيير واقعها الاجتماعي (مع اختلاف الظروف الزمانيّة والمكانيّة) تُشير الى القيمة الساميّة التي تحملها العمليّة التعليميّة على العمليّة التربويّة، حيث تُشكل أحد أهم عِماد البناء لكينونة المجموعة والأفراد في داخلها. هذا الدعم يُساهم في تشكيل حيز عامٍ ومشهد يعترض على الحالة المجتمعيّة القائمة وبناء مستقبل أفضل لأبنائنا.
  • انتهجت البنوك سياساتٍ تُصعب من عمليّة حصول الأهالي على قروض تُساهم في تمويل التعليم الأكاديمي لطلبتنا، بالمقابل فتحت مُنظمات الجريمة أبوابها لإقراض أبناء شعبنا، الأمر الذي خلق واقعًا مُركبًا على الأهالي وشكل مشهدًا عامًا يتطلب منّا أن نحاربه. إن التكافل والتكاتف بين أهالي المجتمع والشباب الأكاديمي يحمل مقولة تُطالب بتشكيل حيز عام خالٍ من الجريمة المنظمة.
  • تتالت الأزمات على مجتمعنا خلال العقود الأخيرة، الأمر الذي أدى الى انخفاض عدد المتعلمين والمتعلمات العرب نسبةً لعدد السكان في البلاد، على الرغم من وجود كفاءات نفخّر بها. إن سد الفجوة بين النسبة الحاليّة المذكورة مُسبقًا وبين النسبة المرجوة كانت أحد أهداف الجمعيّة منذ تأسيسها، ولذلك تعتبر زيادة عدد المُستفيدين من المنحة مسؤوليّة مجتمعيّة تُساهم في حل الأزمات الأكبر.

جدير بالذكر أن العمل على صندوق "سِماك" هو تطوّعي بالكامل، وذلك إيمانًا بضرورة تأسيس نموذجٍ تكافلي يحاكي التطلعات في انشاء الصندوق. وتتقدّم جمعية الثقافة العربية بالشكر والامتنان لكل من تطوّع وساهم في إنجاح حملة إطلاق صندوق "سِماك"، من طلاب وخريجي منحة روضة بشارة عطا الله. وكذلك الكاتب والمنتج الفني، رازي نجار. شركة الإنتاج، سي جينيك. المنتجة الاستشارية، لورا حوّا. الممثّلة سلوى نقارة. الممثّل اياد شيتي. المنتجة المنفّذة، تمار قسّيس. المخرج الفنّي، نزار غنادري. المصوّرة، آنا ماريا حوّا. المعلّق الصوتي، دريد لدّاوي. هذا بالإضافة الى مُبرمج الموقع، مروان أبو واصل.

للتبرّع الرجاء الضّغط على الرّابط التالي: https://donate.arabca.net/

وباسم الطُلّاب #شكرًا_سلف

#منحة_للأعلى