عقدت جمعيّة الثّقافة العربيّة، يوم الجمعة الماضي 07.09.2012 في مقرّها بمدينة الناصرة، يومًا دراسيًا تحضيريًا لمسابقة "وخير جليس" لتشجيع المطالعة-دورة خريف 2012، شارك فيه مركزو/ات المسابقة في المدارس المشارِكة، وتضّمنت مداخلات حول المسابقة وتفاصيل المشاركة فيها ومضامينها.
افتتح إياد برغوثي، مدير المشاريع في جمعيّة الثّقافة العربيّة، اليوم الدراسيّ مُرّحِبًا بالمركزين والمركزات، وقدّم مداخلة تطرّق خلالها إلى أهداف المسابقة، مشدّدًا على أنّ الجمعيّة تسعى من خلالها إلى رفع الوعي في أوساط الطلبة الثانويّين العرب بأهميّة القراءة والمطالعة وتشجيعهم عليها، وانكشافهم على الأدب العربيّ والفلسطينيّ المُغيّب من مناهج التعليم، وتقريب الطلبة من لغتهم العربيّة وتعزيز انتمائهم لها ولتاريخهم وهويّيتهم، بالإضافة إلى تشجيع الطلّاب على الوقوف أمام جمهور وتقديم أداء لائق، خصوصًا في مجال إلقاء القصائد والنصوص الأدبيّة.
وحول دورة خريف 2012 من مسابقة "وخير جليس"، التي تعقد للمرة الثانية، بمشاركة 18 مدرسة ثانويّة عربيّة من كلّ المناطق الجغرافيّة، فهي ستضمن ثلاثة حقول: القصص القصيرة، الرواية، وإلقاء القصائد القديمة والحديثة. وستجري المسابقة على مرحلتين؛ المسابقة المدرسيّة والمسابقة القطريّة. وخلال الشرح عن المسابقة، حصل المركزون/ات على معلومات حول محاور أسئلة المسابقة المعلوماتيّة والتحليليّة، ومعايير تقييم إلقاء القصائد، وقدّموا العديد من الاقتراحات لإنجاح المسابقة.
وقدّم الأستاذ عطا الله جبر مداخلة حول القصة القصيرة، وقال في بداية مداخلته إنّه يفضّل استخدام مصطلح الأقصوصة على هذا الفنّ الأدبيّ الذي قام باستعراض تاريخه وأبرز ظواهره الأدبيّة العالميّة، وميّز بين الأقصوصة والرواية كجنسين أدبيّين سرديّين، مبرزًا الفرق بينهما من حيث تعاطيهما مع الزمن والشخصيات والمبنى، موردًا أمثلة من قصص عالميّة وعربيّة.
وقدّم د. جريس خوري مداخلة حول كتاب السيرة الذاتيّة "رحلة جبليّة، رحلة صعبة" لشاعرة فلسطين فدوى طوقان، الذي سيكون ضمن مسابقة حقل الرواية في مسابقة "وخير جليس"-دورة 2012، حيث تحدّث حول موضوعات شعرها ومراحل حياتها الأساسيّة، وشرح عن أهمية كتاب "رحلة جبليّة، رحلة صعبة" كمرجع توثيقيّ على مستويات عدة؛ المستوى الشخصيّ للشاعرة وأعمالها ومواقفها ومصادر إلهامها ومراحلها الشعريّة وسمات شعرها وموضوعاته، والمستوى التاريخ-أدبيّ والمعلومات السياسيّة والاجتماعيّة والمعرفة التراثيّة الدقيقة الموثّقة، والمستوى الفنيّ لسيرة فدوى طوقان بلغتها الرشيقة وصراحتها وصدقها وتحليلها المنطقيّ وعناصر التماوج الزمني والتداعيات والتشبيه والتصوير الاستعاريّ والتلوين الأسلوبيّ، وشرح خوري عن وضوح تأثير أخيها الشاعر إبراهيم طوقان وحضوره الملهم في سيرتها.
كما قدّم الشاعر سامي مهنا، رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين في الداخل، في نهاية اليوم الدراسيّ، مداخلة حول فنّ إلقاء القصائد، موضحًا العلاقة العضويّة التي تربط الإلقاء بالموسيقى الشعريّة ومضمون القصيدة ومناخها، حيث الإلقاء هو تجسيد سمعي للمعاني تتطلب فهمًا عميقًا للقصيدة ومقاصدها ومعانيها.
يذكر أنّ مسابقة "وخير جليس"-دورة خريف 2012 ستعقد نهاية شهر تشرين الثاني القريب في مدينة الناصرة.