نظّم "مدى الكرمل"، المركز العربي للدراسات الاجتماعية والتطبيقية، ندوة في جمعيّة الثقافة العربيّة يوم الجمعة 24/ 1/ 2020، لمناقشة كتاب "الطفولة المحتجزة وسياسة نزع الطفولة" للبروفيسورة نادرة شلهوب-كفوركيان.
ويتناول الكتاب دراسة قامت بها شلهوب-كفوركيان من خلال مقابلات أجرتها مع أطفال فلسطينيين من القدس وغزة والنقب، وأيضًا يشمل الكتاب فصلًا عن مذبحة دهمش في مدينة اللد، والتي حدثت في عام النكبة، ومقابلات مع من كانوا أطفالا في ذلك الوقت.
يتناول الكتاب، المكون من 164 صفحة والمطبوع بجامعة كامبريدج في بريطانيا، المكاسب السياسيّة الإسرائيليّة في اختراق ونزع الطفولة الفلسطينيّة، التي تتطلب قراءة مغايرة.
افتتح الندوة الدكتور مهند مصطفى، مدير عام مركز مدى الكرمل، وقال: "عنوان الكتاب ليس مفهومًا ضمنًا لا نظريًا ولا معرفيًا ولا حتى سياسيًا. غير أن الكتاب هو محاولة لإعطاء مقاربة لقضيّة مهمة يعاني منها الإنسان الفلسطيني والطفل الفلسطيني، وتفتح المجال أمام حقل تجربة جديد للباحثين الفلسطينيين والغربيين للتعاطي مع القضيّة الفلسطينيّة في الجوانب التي لم يتم بحثها سابقا".
تناولت مداخلة مؤلفة الكتاب سياسات نزع الطفولة في السياق الاستعماري والمنظومة السياسية الصهيونية الممنهجة وأدائها اتجاه أطفال فلسطين منذ النكبة إلى اليوم، وقالت: "المنظومة تغير مناهجها، ولكن الهدف الأساسي استهداف المجتمع واستهداف حميميته واستهداف أرضه والاستيلاء عليها". وتابعت "في عام 1948 حصل التهجير، وبعدها تم وضع الفلسطينيين في مناطق معزولة تحت حكم عسكري حتى عام 1967، أما اليوم نجد في غزة السيطرة على المأكل والسيطرة على المواد الطبية، وتحويل غزة إلى معمل لإنتاج ولتجربة أسلحتهم".
وفي تعقيبها على طفولة أطفال فلسطين المسروقة قالت الباحثة: "هذا المقصد الأساسي من كتابي، لا أحد يستطيع أن يسرق الطفل من طفولته، ولكن هناك محاولات دائمة لاقتلاع الطفولة والحميمية، هذه هي وظيفة المنظومة الإسرائيليّة حتى تنتج اليهودي المتخيل على أرضنا وإخراج الفلسطيني، والطفل يقاوم هذا الاستئصال الدائم من الأرض ومن البيت من الحياة والجسد".
تقطن الكاتبة في القدس في البلدة القديمة، وتوضح أنه لا يمكن لأحد سرقة الطفولة من الأطفال وفق ما بحثته وما تشاهده كل صباح عندما تشاهد الأطفال الفلسطينيين، وهم يمشون في البلدة القديمة بالقدس إلى المدرسة كل صباح بالرغم من كل ظروف الاحتلال. وشملت المداخلة قراءات لمقابلات أجرتها مع أطفال فلسطينيين من غزة والقدس والنقب والخليل.
بدوره قدّم الكتاب الدكتور خالد فوراني، وهو مُحاضر في جامعةِ تل أبيب تعقيبًا على الكتاب ومن ثم حوار مع الجمهور.
يُذكر أن شلهوب-كفوركيان تعرضت لحملة إسرائيليّة بسبب كتابها هذا وصلت إلى حد المطالبة بإقالتها من الجامعة العبريّة من قبل الوزيرين بالحكومة الإسرائيليّة نفتالي بينت وأيلت شكيد. وتعمل شلهوب-كفوركيان أستاذة كرسي في جامعة لندن كوين ماري، ومحاضرة في قسم علم الإجرام في الجامعة العبرية في القدس.