في قاعة جمعيّة الثّقافة العربيّة، التي تحوّلت إلى مساحة تُشبه "الغرفة المظلمة" للصور، والتي جاءت منها اسم الكاميرا الأول، القُمرة بالعربيّة، وصل عدد كبير من الجمهور للقاء المصوّر والمحقق البصريّ الفلسطينيّ ستيف سابيلا، الذي وصل حيفا يوم أمس الخميس، 9 نيسان 2015، قادمًا من برلين، ضمن جولة لقاءات بدأها في القدس، مرورًا ببيت لحم ورام الله واختتامًا في غزّة التي ستستضيفه عبر الفضاء الرّقميّ.
بدأ اللقاء بعرض فيلم وثائقيّ قصير بعنوان "في الغرفة المظلمة مع ستيف سابيلا" أعدّته وأخرجته ناديا كابلان عن تجربة سابيلا مع التّصوير وتراكيبيه الفوتوغرافيّة التي هي بمثابة أدواته الأساسيّة للتعبير، حيث وثّقت كابلان جزءًا من سيرورة عمله مع التّصوير والصّور ما بين بيته في القدس وبرلين، مكان إقامته الحالية. وبعد الفيلم، قدم سابيلا مداخلة بعنوان "تفكيك شيفرة الصّورة"، والتي تطرق من خلالها لبحثه المستمر حول الصّورة والأسئلة التي يطرحها على نفسه المستوحاة من تجربته وعبر مشاريعه الفنّيّة المتعددة على مدار حوالي 20 عامًا، تلى المداخلة حوارًا بين الجمهور وسابيلا تمحور حول أثر السّياسة على الفنّ، ماهية التّحرر من السّياسة في الفنّ وعن المنفى وعلاقته بالإبداع.
قال ستيف سابيلا في مداخلته: "ولأن الصّور شكّلت وعيًا بالعالم خاصًا بها، فإنني أتساءل إن كان قد حان الوقت لنتوقّف عن التركيز على الرابط بين الصور و"العالم الحقيقيّ". لعلّنا نحتاج بدلًا من ذلك إلى استكشاف العناصر البصرية للعالم من خلال النظر في الصورة نفسها، كما لو أننا في بحث علميّ. إنّنا بحاجة إلى دراسة الصور وسماتها والعلاقات بينها وبالأخص بين أصولها، وذلك عبر النظر إليها مباشرة مع تجنّب المقارنة الدائمة مع الواقع، ومن شأن هذا أن يتيح لنا اكتشاف احتمالات لا حدّ لها قد كانت مخفيّة في هذه الصور".
من الجدير بالذّكر أن جولة اللقاءات هذه جاءت بالتّزامن مع إصداره لكتاب "ستيف سابيلا، فوتوغرافي 1997 – 2014"، الصّادر عن دار النشر "هاتجي كانتز" بمشاركة أكاديمية الفنّون في برلين مع مقدمة الفنان الفلسطينيّ كمال بلاطة ومقالات للبروفيسور هوبرتس فون أملونكسن، وهو كتاب يضم مسيرة الفنان خلال حوالي 20 عامًا. ويُذكر أيضًا أن الكتاب متوفر للبيع في مقرّ جمعيّة الثّقافة العربيّة، شارع المخلّص (يود لاميد بيرتس) 14، حيفا.