احتفلت جمعيّة الثّقافة العربيّة ومؤسّسة الجليل – لندن، يوم الجمعة، 24 حزيران 2016، في قاعة الجاردنز في إكسال، بتخريج 70 طالبًا وطالبةً من برنامج "المنح الدراسيّة"، وحصولهم على الشّهادات الجامعيّة في مختلف التخصّصات العلميّة، بعد مشاركتهم في البرنامج وحصولهم على منحة ومشاركتهم في مسار تثقيفيّ-مجتمعيّ على مدار كلّ مسيرتهم التعليميّة.
بدأ الاحتفال بالنشيد الوطنيّ "موطنيّ"، ومن ثم تولّت عرافته الشّاعرة والصّحافيّة ومنسقة مشروع "وكالة عمل فنّيّ"، أسماء عزايزة، والتي افتتحت كلمتها قائلة: "إننا نرى، في جمعيّة الثقافة العربيّة وفي مؤسّسة الجليل، التي تدعم برنامج المنح، أن البرنامج لا يطمع في دعمكم دراستكم العليا ماديًا فحسب، بل في فتح باب التعاون معكم في النشاط الثقافيّ والتطوعيّ والتوعويّ، كشركاء وكأفراد نعتبركم أحجار زاوية في بناء مجتمعنا الفلسطينيّ وهويته وثقافته الحيويّة اليوميّة".
بعدها، اعتلى المنصة، مدير جمعيّة الثّقافة العربيّة، الكاتب إياد برغوثي، ليلقي كلمة ترحيبيّة على الخريجين، قائلًا فيها: "حفل تخرّج اليوم هو حفل تخرّج من برنامج نهضة يستثمر بالإنسان كيّ يصمد في هذا البلد وكي يستمر في تغيير هذا الواقع مكّملاً مسيرة المتحدّين السابقين، مسلّحًا بهوية عربية فلسطينية ووعي وذاكرة وفكر نقديّ وبشخصية قيادية ومسؤولة ومعطاءة".
وفي نهاية كلمته، دعى مدير الجمعيّة الطّلاب للانضمام إلى نادي خرّيجي جمعيّة الثّقافة العربيّة، والذي تعمل الجمعيّة على بنائه ليكون شبكة لدعم الجمعيّة وتواصل بين الخريجين وبرامجها وكذلك لوضع برامج وتطوير مبادرات محليّة وقطريّة للنشر الثّقافيّ في البلاد.
أما كلمة الطلاب الخريجين من البرنامج فقد ألقاها الطالب ييتر حنّا (هندسة مساحة- معهد التخنيون) الذي قال فيها: "خلال تجربتي في برنامج غني لمدة 3 سنوات، احتوى على نشطات وبرامج عديدة، من ورشات حول الهويّة، حلقات قراءة، رحلات إلى الجذور، ورشات تفكير نقديّ وفن الخطابة، إلخ.. أستطيع أن أعتبر نفسي شخصًا محظوظًا. محظوظ مثل كلّ زملائي الخريجين لأننا كنا في مثل هذا البرنامج، الذي منحني إمكانية لتوسيع أفاقي، الانفتاح على المجتمع، تعزيز اللغة وصقل الهويّة، برنامج بنى بيئة ثقافيّة تساهم في تنويل الثّقافة"، وتابع: "أفكر دائمًا بأننا كأقلية عربيّة فلسطينيّة نحتاج لمثل هذه الأطر والبرامج التي تحاكي شريحة الطّلاب، الشّريحة التي أعتبرها الأقوى والأكثر تأثيرًا، وهي بمثابة رافعة لهذا المجتمع. وبالإضافة إلى أهمية العلم والألقاب الأكاديميّة، ما لا يقل أهمية هو بناء مجتمع مستقلّ ثقافيًا ولغويًا وتربويًا، وتعزيز الشّعور بالانتماء والعطاء لهذا المجتمع، وهذا أحد أهداف البرنامج الذي شعرنا به وعشناه".
ثم استعرض الخرّيج صالح عبد الحليم (علوم الحاسوب، معهد التخنيون) التطبيق الذي طوّره ضمن مشروع التخرّج من المعهد، والذي يمكّن من معرفة جودة ونوعية البطيخ ومعطياتها الداخليّة، من خلال تحليل سريع لصفات الشكل الخارجي عبر "خوارزمية" ذكية تحدّد الجودة على سلم من 1 إلى 5، وقد لاقى هذا التطبيق الرياديّ اهتمامًا كبيرًا من قبل الطاقم الأكاديميّ في التخنيون ووسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعيّ.
قبل الإفطار الرّمضانيّ، قامت ردينة شقير، مركّزة مشاركة لبرنامج المنح الدّراسيّة بتفعيل الطّلاب الخريجين من خلال فعالية الصّور، وهي فعالية تضّم عرض شرائح لصّور من طفولة الخريجين، وكان على الطّلاب أن يعرفوا لمن تتبع كلّ صورة من الصّورة، وبعد أن تعرّفوا عليها، قام صاحب الصّورة بالحديث عن مسيرته خلال السّنوات الثّلاث في جمعيّة الثّقافة العربيّة.
من الجدير بالذكر أنّ الطّلاب السبعين الخريجين من برنامج المنح الدراسيّة، الذي انطلق في العام 2007 بدعم من مؤسّسة الجليل- لندن، همّ من مختلف المناطق الجغرافيّة والبلدات العربيّة، وقد تخرّجوا من جامعات وكليات مختلفة حاصلين على شهادات جامعيّة عليا في مجالات عدّة: الطبّ والتمريض والمواضيع الطبيّة المساندة، الحقوق، الهندسة المعماريّة، الاقتصاد والحسابات، العلوم الإجتماعيّة والإنسانيّة، الفنون، علوم الحاسوب والعلوم الدقيقة، الخدمة الاجتماعيّة وتخصصات أخرى. كما يُذكر أن البرنامج يحتضن في كل سنة 250 طالبًا وطالبة لمدة ثلاث سنوات، يهتم خلالها بإكسابهم القدرة على التفكير النقديّ ورفع الوعي الثقافيّ وروح العطاء لديهم. فبالإضافة إلى المنحة الدراسيّة التي يقدّمها البرنامج لدعم الطلاب اقتصاديّا، يرافقهم في مسار ثقافيّ وآخر تطوّعيّ.