أقامت جمعيّة الثّقافة العربيّة، يوم أمس الجمعة، 9 كانون الثّاني 2015، في قاعة مكاتبها بحيفا، عرضًا للفيلم الوثائقيّ الشعريّ الفلسطينيّ "حبيبي بيستناني عند البحر"، وهو العرض الأول بحيفا، بحضور مخرجته ميس دروزة، بحضور العشرات من الجمهور الذي وصل رغم طقس البرد القارس، وقد تلى العرض نقاشًا قيّمًا حوله.
يسرد الفيلم قصّة مخرجته ميس دروزة، اللاجئة الفلسطينيّة المقيمة في عمّان، حين غادرت واقع عزلتها، ولحقت بحبيبها حسن الذي لم تلقه أبدًا والذي كشف لها النّقاب عن عالم طوباويّ جميل منسوج من الخيال والواقع. في أرض مجزّأة مغمورة بسنوات طويلة من النّضال، وجدت ميس "حبها الوادع" ينتظرها في "وطن" محميّ ومتماسك بفضل فلسطينيي اليوم الذين يتصدوا واقع الاحتلال من خلال التشبث بأحلامهم وخلق عوالمهم البديلة. وقد حاز الفيلم، الذي جاء تكريمًا لأعمال الفنان الفلسطينيّ حسن حوارني، على جوائز سينمائيّة عديدة، منها؛ جائزة أفضل فيلم وثائقي في المسابقة الدّولية، مهرجان البحر الأبيض المتوسط (مهرجان ميد فيلم) في إيطاليا للعام 2014.
وفي حوار أجريناه مع ميس دروزة، حول فيلمها، والذي سوف ننشره في الأيام القريبة، أجابت عن سؤال حول البوصلة التي وجهّتها نحو مسار صناعة هذا الفيلم، قالت: "كان من المهم بالنسبة لي أن أعرف قصّتي مع فلسطين، وعند كل زيارة يتجدد الحلم، هذا أجمل ما في تجربتي مع الفيلم وفلسطين، بأن الحلم لا يختفي، إنما يأخذ أشكالاً جديدة، يصبح الحلم مألوفًا أكثر، تُطوري علاقات مع المكان، يصبح لديك ذاكرة حسّية، كلّ هذا ينمي حلمًا جديدًا، يصبح أكثر عمقًا وحقيقةً".