انطلقت يوم الخميس، 25 شباط 2016، دورة تجنيد الموارد لمشاريع ثقافيّة مجتمعيّة في جمعيّة الثّقافة العربيّة، وهي دورة تأتي ضمن برنامج تدريبات مشروع "عمل فنّيّ"، يشارك فيها 25 مندوبًا عن جمعيات ومبادرات ثقافيّة وأهليّة من مختلف المناطق، وتصل مدّتها إلى 100 ساعة أكاديميّة مقسّمة على لقاءات أسبوعيّة، وتهدف إلى تأهيل كادر محليّ نوعيّ من مطوّري/ات ومجنّدي/ات الموارد في مؤسّسات العمل الأهليّ والمبادرات الثّقافيّة العربيّة الفلسطينيّة في الداخل.
افتتحت اللقاء الأول للدورة مركّزة التدريبات في مشروع "عمل فني"، أمل شوفاني، متحدّثة عن الجهود المهنيّة الكبيرة التي بذلت لبناء برنامج الدورة المتنوّع المضامين. بعد ذلك، رحّب المدير العام لجمعيّة الثّقافة العربيّة، إياد برغوثي، بالمشاركين والمشاركات وتحدّث حول الجمعيّة وبرامجها وحول أهمية الأدوات المكتسبة بالدورة لتطوير المشاريع الثقافيّة المجتمعيّة. ثمّ قدّمت مديرة مشروع "عمل فني"، منى أبو بكر، شرحًا حول البرنامج التدريبيّ ومبناه ومضامينه وحول مهنة تجنيد الموارد ومركزيتها في الإدارة الثقافيّة.
وفي حديث مع مديرة مشروع "عمل فنّي"، منى أبو بكر ، حول أهمية الدّورة، قالت: "تجنيد الموارد هو أحد أهم أركان العمل الأهليّ والثّقافيّ، فبدون الموارد الكافيّة لن تتمكّن المؤسّسات الثقافيّة والمجتمعيّة من الاستمرار، كما أنّه مهنيًا هنا تكمن الحلقة الأضعف عند غالبيّة المؤسّسات العربيّة، على الرغم من أهميّة النشاطات والمشاريع التي تنظّمها هذه المؤسّسات وأهمية دورها".
وبما يتعلق بخصوصية مؤسّسات المجتمع الأهلي الفلسطينيّ وحاجته لمثل هذه الدورة، أضافت أبو بكر: "لقد طوّرنا البرنامج بناءً على احتياجات وأولويات مؤسّسات الثقافّة والمجتمع الأهليّ الفلسطينيّ في الدّاخل، والتي تعاني فعلاً من شحّ الموارد لأربعة أسباب رئيسيّة؛ أوّلها هو تغيير استراتيجيّات صناديق الدّعم بكل ما يتعلّق بدعم هذ المنطقة تحديدًا واهتمامها في السنوات المقبلة بدعم مجتمعات نائية أو مجتمعات تعاني من حروبات وصراعات عنيفة ودعم اللاجئين، وثانيًا الاعتماد في الغالبيّة المطلقة من الحالات على مجنّدي موارد أجانب يأتون للتّطوّع لفترة قصيرة ومحدودة، يعودون من بعدها إلى بلادهم، وبهذا يأخذون معرفتهم وعلاقاتهم معهم ولا يتركون إرثًا مهنيًا حقيقيًا في مجال تجنيد الموارد. ثالثًا، عدد المؤسّسات والمشاريع التي تطمح للاستقلاليّة في دعمها وترفض الدعم الإسرائيليّ بتزايد دائم، ممّا يزيد من أزمة الدعم عامّة، ورابعًا، هناك معرفة محدودة في سبل جديدة في تجنيد الموارد البديلة وبناء مشاريع مدرّة للدخل أو مصالح مجتمعيّة (Social Business)، والتي ستكون بالتأكيد أداة تجنيد الموارد الرئيسيّة في المستقبل القريب".
على مدار 100 ساعة تعليميّة أكاديميّة، يقدّمها أفضل المرشدين والمرشدات كلّ في مجاله/ا، ولقاءات مع مندوبين/ات عن صناديق دعم ومبادرات ثقافيّة ورياديين/ات في مجال إنشاء مشاريع ثقافيّة وفنيّة، سوف تأتي اللقاءات لتوّفر معرفة أساسيّة للعاملين والعاملات في قطاع الثّقافة الفلسطينيّة في مجال تطوير المشاريع، وتعطي أدوات عمليّة لبناء المشاريع والميزانيات، البحث والتّواصل مع صناديق دعم، المبادرة وريادة الأعمال، زيادة الدّخل، التّسويق، الإعلام ووسائل التّواصل الاجتماعيّ، بناء الشّراكات، الوقوف أمام الجمهور وتجنيد الموارد الجماهيريّ (Crowdfunding).
من الجدير بالذكر أن مشروع "عمل فنّي" في جمعيّة الثّقافة العربيّة، هو بدعم من الاتحاد الأوروبي ومؤسسة التّعاون وصندوق الأصفري، ويُنّفّذ بالشراكة مع جمعيّة "إطار" في الرملة وكلية مركز النقب، يهدف إلى تحسين ظروف عمل الفنانين والعاملين في القطاع الثقافيّ الفلسطينيّ بالداخل، وذلك من خلال تنظيم تدريبات لبناء القدرات في مجالات فنيّة وثقافيّة وإداريّة، وبناء موقع إلكترونيّ لتسويق المنتجات الفنيّة ووكالة لتمثيل الفنانين وترويجهم والتشبيك مع مؤسّسات ومهرجات فنيّة عربيًا وعالميًا.