نظّمت جمعية الثقافة العربية يوم أمس نشاطاً خاصاً في الذكرى الحادية والسبعين للنكبة تحت عنوان "جولات باص حيفا بيروت"، حيث جابت حافلة خاصّة كُتب عليها "باص حيفا بيروت" باللغتين العربية والإنكليزيّة، شوارع مدينة حيفا في خمس محطات مختلفة.
بدأت الجولات في أوقات مختلفة من يوم الأربعاء 15/5/2019 وانطلقت من أماكن متعددة، وكل واحدة تطرقت إلى محور مختلف يتعلق بذاكرة المدينة العربية، ومرت من مناطق وشوارع ومعالم مختلفة أيضاً، في خطوة رمزية استحضرت فيها جمعية الثقافة العربية حافلة حيفا بيروت التي كانت تعمل قبل النكبة، حيث كانت تنطلق بشكل يومي حافلات من حيفا إلى بيروت منذ سنوات العشرينات.
انطلقت الجولة الأولى الساعة العاشرة صباحًا من جامعة حيفا، مع الكاتب إياد برغوثي في رحلة تحت عنوان "قصص من الحياة الاجتماعيّة في حيفا قبل النكبة". أما الجولة الثانية فانطلقت من "معهد التخنيون" ومرّت من حي الألمانية وحي عباس، وتحدثت فيها الكاتبة روضة غنايم حول "كيف تشكلت أحياء حيفا العربية؟".
في الجولة الثالثة، التي انطلقت من مقهى "الراي"، تجوّل المشاركون مع الناشطة منى عمري في شارع البرج ووادي الصليب، حيث كان الحديث عن قصص اجتماعية قبل النكبة بعنوان "مطحنة قهوة: قصة عائلة كنفاني في وادي الصليب". وعند الخامسة مساء، بدأت الجولة الرابعة مشوارها من مقهى "إليكا" ومرّت من ساحة الحناطير، وجامع الجرينة وكنيسة السيدة، وتحدث فيها المرشد بلال درباس عن "مسار حيفاوي بمنظور الاستيطان الاستعماري". في حين تحركت الجولة الخامسة والأخيرة من "نزل الياخور" عند السادسة والنصف مساءً، وعبرت من شارع يافا ووادي الصليب، وتناول خلالها المستشار عروة سويطات "سياسات التخطيط في المركز التاريخي الحيفاوي".
وشارك في كل جولة 20 راكباً مختلفاً من حيفا ومنهم من قدم خصيصًا من خارج حيفا للمشاركة في الجولات، جلّهم من الجيل الشبابي. كما لاقى النشاط تفاعلاً كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي وجرى اعتماد هاشتاغ #باص_حيفا_بيروت. كما أبدى العشرات رغبتهم بالمزيد من الجولات في باص حيفا بيروت مستقبلاً.
يُذكر أن خط الحافلات بين بيروت وحيفا أنشأته "شركة نيرن للنقل والبريد" Nairn company في دمشق عام 1923، وأطلقت خدمات حافلات بين بيروت وحيفا ودمشق وبغداد، وكانت لها سفرات أيضاً إلى الموصل والقدس والبحر الميت. أسّس الشركة ضابطان نيوزلنديان هما نورمان وجيرالد نيرن استقرا في المنطقة بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، وتوسعت الشركة في الأربعينات وأصبحت تصل إلى عمّان، وبسبب النكبة توقفت الشركة عن العمل وانقطع التواصل مع العالم العربي.