مع انطلاقتها، نظّمت "ال التعريف، الشبكة الطلابيّة الثقافيّة العربيّة التي تأسّست مؤخرًا، فعاليات فنيّة في الجامعة العبريّة في القدس، وجامعة تل أبيب، ومعهد العلوم التّطبيقيّة – التخنيون في حيفا، استقطبت مئات الطلاب العرب، الذين شاركوا في الفعاليات ودعموا انطلاق هذه الشبكة التي تسعى إلى خلق حراك ثقافيّ عربيّ مستقل في الجامعات.
وكانت "ال التّعريف – شبكة طلابيّة ثقافيّة" قد أعلنت عن تأسّسها في آذار الماضي، من قبل طلاب قياديّين في برنامج المنح الدراسيّة، في جمعيّة الثّقافة العربيّة، معرّفة نفسها كإطار تطوعيّ متاح لكل الطلاب يسعى ليجيب عن النّقص الكبير في الأنشطة والمشاريع الثقافيّة والفنيّة العربية القيّمة في الجامعات ولأهمية التأثير على شريحة الطلبة الجامعيين، وكي تخلق حراكًا ثقافيّا عربيّا فلسطينيّا مستقلًا في الجامعات الإسرائيليّة، يُسهم في ترسيخ الهُويّة وصوْن اللغة العربيّة وتوسيع الآفاق المعرفيّة وتقوية النّسيج الاجتماعيّ، وتخفيف الغربة، وتعريف الطّلبة على الإنتاج الفنّيّ والأدبيّ والفكريّ والنقديّ القيّم، وتحفيزهم على المبادرة والإبداع.
خطوات أولى بالرِجل اليُمنى
الفعالية الأولى ل"ال التعريف" نظّمها أعضاء شبكة "ال التعريف" في الجامعة العبريّة في القدس، حيث عرضوا الفيلم الرّوائيّ الطّويل "فيلا توما" بحضور مئات الطلاب والطّالبات ومخرجته سهى عرّاف، التي أجرى الطّلاب حوارًا شيّقًا معها بعد الفيلم مباشرة.
في حديث مع الطّالب نسيم معلوف، من شبكة "ال التعريف"، حول الفعالية، قال: "كانت رائعة جدًا، شارك فيها نحو 250 طالبة وطالب، ولذلك تعتبر أكبر وأنجح فعاليّة طلابيّة في الجامعة العبريّة لهذا العام. نعتبر هذه الفعاليّة بمثابة إنجاز كبير لشبكة "ال التعريف" التي نجحت في إدارة وتسويق باكورة فعالياتها بصورة رائعة، الأمر الذي بدا واضحًا في متعة المشاهدين الذين تأثروا كثيرًا من قصّة الفيلم، مما دفعهم للبقاء، متحمسين ومتشوقين، للاشتراك في الحوار الاختتاميّ مع مخرجة الفيلم".
ويتابع معلوف: "يعود فضل نجاح هذه الفعاليّة إلى طلاب وكادر "ال التعريف"، الذين عملوا جاهدين من أجل إنجاحها. رأينا أعضاء مثابرين ومتعطشين إلى النجاح ونشر الثّقافة العربيّة في الجامعة العبريّة. وبدورنا، نعد في الاستمرارية والعطاء خلال الأعوام الدّراسيّة القادمة". واختتم معلوف حديثه: "نحبّ أن نشكر جمعيّة الثّقافة العربيّة التي كانت السّبب والعامل الأساسيّ في بناء الشّبكة وتأهيل أعضائها مهنيًا، ولهذا نهدي هذا النجاح إلى طاقم الجمعيّة".
بعد القدس، نظّم أعضاء شبكة "ال التعريف" في جامعة تل أبيب عرضًا لفيلم "الزّمن الباقي" للمخرج إيليا سليمان، لتعريف الطلاب على هذا العمل السينمائيّ الخاص في تاريخ السينما الفلسطينيّة.
في حديث مع رغدة حسين، أحد أعضاء شبكة "ال التعريف" في جامعة تل أبيب، قالت: "بالنسبة لي "ال التعريف" هي أمر مهم جدًا وتعطي إضافة مهمة في الجامعة وخصوصًا للطلاب العرب، وأراها أمرًا مثريًا جدًا وضروريًا، للتثقيف وكذلك للترفيه، لكل الطلاب". وتابعت حسين: "أتمنى أن نبدأ السّنة الدّراسية القادمة بفعاليات ثقافيّة جديدة وغنيّة للطلاب والطالبات".
ردود إيجابيّة وتشجيع ورغبة بالانضمام للشبكة
آخر فعاليات انطلاقة "ال التعريف" كانت لأعضاء الشّبكة في معهد العلوم التّطبيقيّة – التخنيون في حيفا، حيث استضافت الشّبكة العرض المسرحيّ الموسيقيّ "سرفطاس" من إعداد وإخراج وسيم خير والأداء لوسيم خير، منى ميعاري ورقية عابد، وحضره مئات الطلاب والطالبات.
في حديث مع الطّالب سامر زريق، أحد أعضاء شبكة "ال التعريف"، قال: "بعد العرض بيوم واحد، سمعنا آراء إيجابيّة ومشجعة لعشرات الطلاب والطالبات الذين حضروا العرض، بالإضافة إلى الرغبة بالتعاون والانضمام إلى الشّبكة، طرحوا أفكار عديدة وعبّروا عن رغبتهم وحبّهم لاستمرار نشاط الشّبكة. إن أكثر ما جذب الطلاب هو استقلاليّة العمل، وعدم التفرقة بين الأعضاء، والبساطة والعفويّة الإيجابيّة، والهدف الصّافيّ والواضح للشبكة بنشر الثّقافة والحفاظ على الهويّة واللغة".
وتابع زريق: "خلال فترة التجهيزات، شكّكت نقابة الطلاب العامّة بالتخنيون بقدرتنا على تنظيم إنجاح الفعاليّة، إلا أن نجاحنا أثبت قدرتنا على التجهيزات الصّحيح، وقالوا لأن بأن العرض وبكل تفاصيله، ما قبل وخلال، كان من أكثر العروض المنظّمة في التخنيون".
هذا، وستقوم شبكة "ال التعريف" خلال العطلة الصيفيّة بالتخطيط والتحضير لبرنامج نشاطات سنويّ في كلّ الجامعات، والعمل على تحقيق هدفها بخلق الحراك الثقافيّ المنشود.