·
أعلنت جمعيّة الثّقافة العربيّة، مساء الثلاثاء 13.12.2011 في مقهى وجاليري "صدفة" في مدينة الناصرة، عن الفائزين في مسابقة ومضات السنويّة للتصوير الفوتوغرافيّ للعام 2011 في الافتتاح الرسميّ لمعرض الصور الخاص بالمسابقة، حيث حاز على الجائزة الأولى المصّور عمّار يونس (عارة)، أما الجائزة الثانية فقد حاز عليها المصّور هيثم أبو حامد (عكا)، كما حاز المصوّر عصام الريماوي (رام الله) على الجائزة الثالثة، فيما حازت صورة المصوّرة روزين عودة على جائزة الجمهور، حيث حصدت صورتها على أكبر عدد "لايك" على صفحة المسابقة في موقع التواصل الاجتماعيّ "فيسبوك" (1023 لايك).
قبل الإعلان عن النتائج، نظّمت الجمعيّة ورشة تثقيفيّة حول التصوير الفوتوغرافيّ شملت مداخلتيْن، حيث قدّم المصمّم بسام لولو مداخلة حول العلاقة بين التصميم والتصوير، استعرض خلالها تاريخ فن "الفوتومونتاج"، أي تركيب الصور، من خلال عرض نماذج متعدّدة لاستخدام الحركات الفنيّة الحديثة، كالدادائية والفيوتشرية والباوهاس والبوب، للدمج بين عدّة صور في صورة واحدة أو تصميم واحد، كأسلوب فنيّ ذي مقولة فكريّة حول الفنّ ذاته.
كما قدّم المصوّر والمدرّب محمد بدارنة مداخلة حول التصوير الاجتماعيّ، أي التصوير الطامح للتغيير الاجتماعيّ من خلال التركيز على التقاط صور في قضية أو موضوع معين، مستعرضًا سيرة وصور أهمّ المصورين العالميّين المؤسّسين والبارزين في مجال التصوير الاجتماعيّ والذين عملوا على طرح قضايا اجتماعيّة وسياسيّة مثل عمالة الأطفال والفقر والحروب، والذين استطاعوا إحداث أثر فعليّ، مؤكدًا على أهميّة هذا المجال التصويريّ وضرورة أن يتبنى كلّ مصورٍ شاب موضوعًا معينًا يحوّله إلى مركز اهتمام عدسته ويراكم الصور حوله لتكون هناك مشاريع تصوير وتوثيق لحياتنا كمجتمع فلسطينيّ يعاني من غياب التوثيق ويواجه قضايا عديدة.
بعد المداخلات، قرأ إياد برغوثي، مدير المشاريع في جمعيّة الثّقافة العربيّة، نصّ قرار لجنة التحكيم المهنيّة معلنًا نتائج المسابقة ودوافع اختيار اللجنة للصور الثلاث؛ ففي شرحها لاختيار صورة عمّار يونس كتبت اللجنة "من الناحية التقنيّة فقد وُظِّف في الصورة جهد كبير في كيفية استعمال "الفلاش" في المواضع المحدّدة والامتناع بشكل ذكي عن الشعور البارد الذي قد يعطيه، هذا الأمر غير عادي، ومن حيث الإضاءة يظهر المصوّر تمكنه وفهمّه للإضاءة واستعماله بشكل مطلق للبرنامج اليديّ في التصوير. من حيث تركيبة الصور، فقد استغل المصور الصورة بشكل ممتاز ومنح كل المساحات بعدًا مهمًا وربطها بشكل كبير في موضوع الهوية، فالعناصر كما تظهر بطريقتها المسرحية هي ما تبقى من ذاكرتنا لهذا المشهد الذي كان يومنا الريفيّ العادي وهويتنا".
وعن اختيارها لصورة هيثم أبو حامد كتبت اللجنة "تنتمي هذه الصورة، رغم أنّها التقطت ببرنامج أوتوماتيكيّ، إلى الصور التي فيها اللحظة الحاسمة هي التي تعطي قوة لكلّ مكونات الصورة، إنّ الصورة تحمل معاني التحدي، الشجاعة والمجازفة وهي جزء لا يتجزأ من الهوية، هنا تكمن القوة في هذه الصورة، إذ أنها تعكس هذه المكونات بشكل بسيط وواضح. قصّ الصورة بالوضعية الحالية، إي عدم إظهار منطقة الرأس، جاء ليدعم الفكرة العليا للصورة. كما أنّ اختيار اللونين الأبيض والأسود للتعبير عن الفكرة هو اختيار صحيح ويؤكد على عنصر المجازفة أي أسود أو أبيض، نجاح و فشل، نكون أو لا نكون! هناك تدفق وانسياب من الجهة اليمنى باتجاه مركز الصورة وهذا يفعّل المشاهد".
وحول اختيارها لصورة عصام الريماوي كتبت اللجنة "تنتمي هذه الصورة إلى التصوير التوثيقيّ، إنّ أهمية الصورة تكمن في تمكّن المصور من استعمال الضوء بشكل سليم ومن قدرته على منح الشعور بإنّه داخل الصورة ومكوناتها وهذا من أهمّ ما يميز التصوير الاجتماعيّ والتوثيقيّ. فهو ليس خارج الصورة وإنما داخلها وهذا أيضًا يشير إلى إدراك المصور للعدسة واسعة الرؤيا التي يستعملها. كما أنّ استعمال الخلفية والحوار بين الخلفية والشخصيات في الصورة أعطيا بعدًا كبيرًا، خصوصًا إذا أخدنا بعين الاعتبار أنّ هذه الصورة في مكان تعوّدنا عليه مزدحمًا وضاجًا ولكن قوة الصورة أنّه خالٍ من أيّ شيءٍ إلا من صرخة الغضب، التي هي من هويتنا وحالتنا. كما أنّ الصورة فيها نساء مناضلات مما يعطي بعدًا مركزيًا جديدًا آخر لهوية النضال".
اما الصورة التي فازت بتصويت الجمهور للمصوّرة روزين عودة: