تحت عنوان "نصوصٌ منثورة في المدينة"، وبداية من السّاعة الخامسة والنصّف من مساء يوم الثّلاثاء، 24 أيار 2016، امتلأت مجموعة من المقاهي في حيفا بنصوص شعريّة وأدبيّة، لثلاثين صوتًا من فلسطين والعالم العربيّ، منها من تواجدت في المكان وأخرى حضرت عبر الفيديو، وقد اختتمت أنشطة اليوم ولقاءات الأدبيّة الحافلة في احتفال مركزيّ في المركز الثّقافيّ العربيّ.
جاءت هذه المبادرة، التي نظّمتها جمعيّة الثّقافة العربيّة، ضمن الدّورة التّاسعة من احتفاليّة فلسطين للأدب، بشكل مغاير عن السّنوات السّابقة للاحتفاليّة في حيفا، حيث رأت الجمعيّة أن لا يقتصر البرنامج على أمسية في مقرّها فقط، بل أن تنظّم احتفالًا بالأدب والشّعر في الفضاءات العامّة للمدينة، من مقاهي ومساحات ثقافيّة وفنّيّة، بالإضافة إلى المركز الثّقافيّ العربيّ.
في القسم الأول من البرنامج، أقيمت ثلاث قراءات في ثلاث مقاهي؛ في مقهى إليكا، قرأ كلّ من مجد كيّال وحمزة غنايم، وشارك عبر الفيديو كلّ من محمد خير (مصر) وعمر زيادة (فلسطين)، أما في مقهى أبجور، فقرأ كلّ من طارق خطيب ولنا عدوان، وشارك عبر الفيديو كلّ من أشرف الزغل (فلسطين/ كندا) ورنوة العمصي (فلسطين/ البحرين)، وفي مقهى الراي، قرأ كل من علي مواسي، نوّاف رضوان وياسر خنجر، وشارك عبر الفيديو كلّ من سمر عبد الجابر (فلسطين/ الإمارات) وجلال الأحمدي (اليمن/ ألمانيا).
عند السّاعة 18:45، انتقل الجمهور إلى ثلاث مقاهي لثلاث قراءات بالتوازي، في "المحطّة – تعاونيّة شبابيّة فلسطينيّة"، شارك كلّ من غياث المدهون وياسر خنجر، وعبر الفيديو شارك كلّ من رائد وحش (فلسطين/ ألمانيا)، رشا عمران (سوريا/ مصر) وتمّام هنيدي (سوريا/ السّويد)، في مقهى فتّوش، قرأ كل من هشام نفّاع، علي مواسي وطارق خطيب، وعبر الفيديو شارك كلّ من رامي العاشق (فلسطين/ ألمانيا) وصابر زمّوري (تونس)، وفي كباريت قرأ كل من هزار يوسف، محمود أبو عريشة ومازن معروف، وعبر الفيديو شارك كلّ من محمد الحرز (السّعوديّة) ونصر جميل شعث (فلسطين/ تونس).
أما الاحتفال المركزيّ، والذي أقيم في المركز الثّقافيّ العربيّ، فقد قدّمت تحيّات إلى كلّ من الأديب الراحل سلمان ناطور، عبر بثّ فيديو صوّره وأخرجه نجله، إياس ناطور، يلقي فيه قصيدة بعنوان "سلام عليك.. وألف سلام"، من ثم قرأ مدير جمعيّة الثّقافة العربيّة، إياد برغوثي، كلمة ترحيب بالحضور، وصف فيها إقامة الاحتفاليّة في حيفا بهذه المشاركة العربيّة والفلسطينيّة الواسعة، وما قدّمته من أصوات واعدة، على أنّها "احتفال بالوجود، احتفال بالوعي، احتفال باللغة، احتفال بالأدب، احتفال بالشعر، احتفال بمكانة الأدب والشعر في تشكيل الوعي وتحصين الوجود. احتفال بحيفا، بأننا في حيفا.
القراءة الأولى في الاحتفال المركزيّ كانت للكاتب مجد كيّال، الذي قرأ مقطعًا من روايته الأولى "مأساة سيّد مطر"، والتي حازت على جائزة الكاتب الشّاب من مؤسّسة عبد المحسن القطّان، من ثم قرأ الكاتب الأمريكيّ بنيامين موزر، بعدها قرأ الفنان عامر حليحل قصيدة للشاعر التّونسيّ الراحل محمد الصّغير أولاد أحمد، بعدها قُدّمت تحيّة للشاعر الفلسطيني المعتقل في السّعودية، أشرف فياض، من خلال فيديو قرأت فيه الشاعرة أسماء عزايزة قصيدة له مع مرافقة عود الموسيقيّ علاء عزّام، من ثم قدّمت تحيّة للشاعر اللبنانيّ الرّاحل محمد العبدالله من خلال أغانٍ قدماها الفنانان رنا خوري ودرويش درويش، تلاهما الكاتب الإيرلنديّ كولوم ماكان واختتم الاحتفال مع الشّاعر غياث المدهون الذي قرأ قصيدته "العاصمة".
من الجدير ذكره أنّ غاية احتفالية فلسطين للأدب، منذ دورتها الأولى إلى يومنا هذا، هو التّعاون مع الفلسطينيّين على كسر الحصار الثّقافيّ الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيليّ على البلاد، لهذا ينتقل المشاركون الضيوف بين المدن ليلتقوا بالجمهور الفلسطينيّ المحروم من التنقل في وطنه. يلتقي المشاركون، خلال جولات سياسيّة وتاريخيّة، بالفنانين والكتّاب والناشطين السّياسيّين، ويقدّمون ليلًا قراءات أدبيّة متنوعة أمام الجمهور مع نظرائهم الفلسطينيّين.