تخللت الأمسية قراءات شعرية من ديوان "ملاقط غسيل" قدمها الفنان عامر حليحل وفقرة عزف موسيقية قدمها الفنان علاء عزام.
وأدارت الأمسية د. عايدة فحماوي وتد التي وصفت شعر إغبارية بأنه يعكس الإنسان الحيّ وينتقد مظاهر سلوكية وفكرية ويعبر عن فكرة الكتابة الجديدة من دون ابتذال الجمالية ومن دون النأي عن سؤال الأمل والبحث عن حضور الحرية.
وقدم الكاتب أنطوان شلحت مداخلة أشار فيها إلى أن المشروع الشعري لأيمن يتميز بترسيخ العلاقة مع أسس الثقافة العربية والعالمية بالتناص وقوة البنية اللغوية والفنية للقصيدة. كما أن تجربته تشف عن انحياز واع لوظيفة الشعر المعرفية. ولذا قدر لقصيدته أن تؤدي وظيفة أخرى للثقافة والمثقف هي تحدي الهيمنة التي تتمثل في تجربة فلسطينيي الداخل بتحدي الآخر، إضافة الى تحدي النمط السائد في الشعر. كما أن من يقرأ نص أيمن يستكشف الإمكانية التي ينطوي عليها الشعر في التعبير عن القيم؛ والقصد القيم الإنسانية الإيجابية التي لها علاقة وثيقة بما يحلم به صراعه مع العالم الذي يعيش فيه. وبناء على ذلك فإنها تنتج معرفة نعثر فيها على أجوبة لأسئلة، بدءا من أسئلة بسيطة مرتبطة بالبحث عن معرفة محددة، الى أسئلة معقدة تتصل باستعارة الشعر وعلاقته بالواقع.
وتطرق شلحت إلى صدور مجموعة قصائد لإغبارية باللغة العبرية منوهاً بضرورة النظر إلى الترجمة لا باعتبارها نقلا بل أكثر بصفتها تأويلاً للوجود. وأضاف أنه بمتابعته ولو بشكل سريع لردات الفعل التي أثارتها المجموعة في المشهد الثقافي الإسرائيلي، يستطيع القول إن التأويل لم يكن خيانة للمعنى الذي يقصده الشاعر بل استبطان له على أساس القاعدة السالفة التي لا تستند فقط الى قراءة تعبير القصيدة عن العالم الذي يعيش فيه الشاعر وإنما كذلك إشاعة المعرفة التي ينطق بها الشاعر بصفته فردا ومنتميا إلى مجموع.
وتحدث اغبارية عن مشروع الكتابة فقال إن "الكتابة هي أداة كي تقول من أنت. ومشروع الكتابة هو محاولة لفهم ما يحدث معي وما هي مشاريعي وهواجسي وأحلامي. الكتابة هي وسيلة لتتكاشف مع هويتك. أنا أكتب كي أكتشف. وربما من هنا تكون الكتابة أحياناً عن الكتابة".
يذكر أن أيمن كامل إغبارية هو شاعر ومسرحي وتربوي فلسطيني. ورئيس برنامج الماجستير في دراسات التربية والمجتمع والثقافة في جامعة حيفا. وأصدر ثلاث مجموعات شعرية بالإضافة إلى مساهماته في مجال تخصصه الأكاديمي.
وقالت جمعية الثقافة العربية إنها بهذه الأمسية تفتتح نشاطاتها لعام 2020 التي تتضمن عدداً من الفعاليات الرامية إلى الاحتفاء بالمبدعين الفلسطينيين في مناطق 1948 وتعزيز دور الثقافة في تدعيم الهوية الفلسطينية.