أطلقت جمعيّة الثّقافة العربيّة منحة روضة بشارة عطا الله للعام الدّراسيّ الجامعي 2020/2021، في مجموعة أمسيات بدأت يوم الخميس 10.12.2020 واستمرت حتى يوم الثلاثاء 15.12.2020، نظرًا للتّقييدات المفروضة على عدد الحضور بسبب جائحة فيروس كورونا المستجدّ. وتمّ خلال الأمسيات توزيع الدّفعة الأولى من المنحة على أكثر من ثمانين طالبًا وطالبة جامعيين.
وفي مداخلتهما للطلاب الجدد، أكّد مسؤولا مشروع منحة روضة بشارة عطا الله في جمعيّة الثّقافة العربيّة، مصطفى ريناوي ولبنى توما، على أهمية التعليم ودعمه وحثّ أكبر عدد من الشباب على التقدم للتعليم العالي من خلال الدعم المجتمعي لذلك؛ مشدّدين على العلاقة بين التّواجد في المؤسّسات الأكاديميّة العُليا، وبين النّشأة على تقديم المبادرات والعطاء للمجتمع الفلسطينيّ في الدّاخل، الّذي تفتقر مؤسّساته الوطنيّة إلى المتطوّعين والمبادرين، والاستفادة من فترة التّعليم الجامعيّ لبناء وإنتاج حصانةٍ وطنيّة تؤهّل الطّالب والخرّيج للاهتمام دائمًا بشعبه والقلق على قضاياه وعلى شؤون أفراده.
واعتبر ريناوي وتوما أنّ منحة روضة بشارة عطا الله قد "أثبتت منذ سنوات تحقيق أهدافها بالتّغيير والعطاء المجتمعيّ من خلال الطّلاب الخرّيجين، الّذين اكتسبوا آليّات من خلال البرنامج التثقيفيّ المرافق لهم لمدة ثلاث سنوات، وقدّموا وأنتجوا مبادراتٍ عدّة في الجامعات، وفي بلداتهم وما زال العديدون منهم حتى اليوم يتطوّعون ضمن برامج الجمعيّة".
تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 1000 طالب استفادوا حتى الآن من هذه المنحة على مدار 14 عامًا. وأشار مسؤولا المنحة إلى أنّ "عدد المنح هذا العام قد ارتفع إلى 266 منحة دراسية، وهي إضافة قدّمتها عائلة ‘أبو علي‘، وهي عائلة فلسطينيّة أصولها من حيفا، وهُجّرت إلى لبنان وسورية والكويت، وتقيم اليوم في بريطانيا، دون أن تنسى جذورها الّضاربة في فلسطين، لذلك قررت أن تقدم منحًا إضافية للطّلّاب الفلسطينيّين".
وقدّم ريناوي وتوما شكرهما إلى مؤسسة "الجليل" في لندن على سعيها الدّائم لتوفير مئات المنح الدراسية الكاملة للطلاب الفلسطينيين في الداخل، إلى جانب توفير الدعم للورشات المساندة لهم، والاهتمام بالطلاب كافة وتوفير أفضل الظروف لنجاحهم.
بدوره شكر رئيس الهيئة الإداريّة في جمعيّة الثّقافة العربيّة، أنطوان شلحت، مؤسسة "الجليل" وعائلة "أبو علي"، وقال إنّ "أهمية هذه المنحة لا توصف بكلمات قليلة خصوصًا في ضوء مستجدات الأعوام الأخيرة التي انطوت على محاولات متواترة لاستهداف الهوية الفلسطينية والعقل العربي صهيونيًا". وشدّد على أن الاستثمار الأكبر المتأتي عن المنحة ينعكس ببريق أخّاذ في أجيال الخريجين من طلابها، بقدر ما إنه سيظل ينعكس في الأجيال المقبلة والتي تتم تنشئتها لتكون بمثابة السور الواقي لحماية الهوية الوطنية والثقافة والتاريخ الفلسطيني في وجه أعتى حملات التشويه والطمس.
وكما ذُكر تم في ختام كلّ من الأمسيات توزيع الدّفعة الأولى من المنحة للطّلاب والطالبات الجدد.