أطلقت جمعيّة الثّقافة العربيّة اسم الدكتوره روضة بشارة عطاالله على برنامج المنح الدراسيّة السنويّ، لتصبح اسم المنحة "منحة روضة بشارة عطاالله" وذلك في الحفل السنوي الخاص لتوزيع المنح في مدينة الناصرة عُقد يوم الجمعة 23/11/2018 في قاعة "الجراند بلاس"، حيث وزّعت الجمعيّة 250 منحة دراسيّة للطلاب العرب الفلسطينيين الذين يدرسون في الجامعات داخل البلاد.
اُفتتح الحفل بالنشيد الوطني الفلسطيني "موطني" تلاه عدّة كلمات، كان أوّلها لمديرة جمعيّة الثّقافة العربيّة رلى خوري التّي رحّبت بالحضور والطلّاب الجدد الحاصلين على المنحة وهنّأتهم بانضمامهم لبرنامج المنح في الجمعيّة ومشاريعها في الحفاظ على اللّغة العربيّة والهويّة، وأكّدت أن جمعيّة الثّقافة العربيّة نجحت على مدار سنوات بأن تخلق حالة ثقافيّة للفلسطينيين في الداخل وأن تكون عنوانًا للفنانين والمبدعين والوصول لعدد كبير من الناس. وأشارت خوري أن هذا النجاح الذي حققته الجمعيّة لم يكن سهلًا ويعود الفضل الأساسي له للدكتوره روضة بشارة عطاالله، مديرة الجمعيّة لسنوات عديدة سابقًا، التي حملت رؤية وطنيّة للعمل الثقافي. واعتبرت خوري أن إطلاق اسمها في حفل توزيع المنح هذا العام هو تكريمًا لدورها الريادي. ودعت خوري في ختام كلمتها الطلاب إلى الانخراط في مشاريع الجمعيّة الثقافيّة واستغلال كل ما تقدّمه الجمعيّة لدعم مسيرتهم التعليميّة والثقافيّة.
وتحدّث المحامي فؤاد سلطاني عضو الهيئة الإداريّة للجمعيّة في كلمته عن مشروع المنح الذي وصل هذا العام إلى 250 منحة، مشيرًا إلى أن الجمعيّة تطمح للاستمرار بزيادة المنح السنويّة المقدّمة في السنوات القادمة ليستفيد منها المزيد من الطلّاب العرب، موجهًا شكره لجمعيّة الجليل-لندن التي ترعى هذا المشروع وتموّله. وأكّد سلطاني أنّ ما يميّز منحة روضة بشارة عطاالله هو كونها لا تقتصر على الجانب المادّي فقط، بل لها جوانب أخرى غير متوفّرة في منح عديدة أخرى أهمّها البرنامج الثقافي والعمل التطوّعي المرافق للمنحة على مدار السّنة، إلى جانب التربيّة الوطنيّة. وفي ختام كلمته دعا سلطاني الطلّاب أن يبقوا على تواصل مع الجمعيّة بعد تخرّجهم، وأعلن عن فكرة جديدة بدأت الجمعيّة تعمل عليها في مشروع المنح من خلال تأسيس صندوق محلي يقوم على دعمه الطلاّب المتخرّجين من برنامج المنح وذلك بهدف مساعدة أكبر عدد ممكن من الطلاب الأكاديميين في الداخل الفلسطيني.
وتحدّث أيضًا الطالب يحيى أبو ريّا أحد الحاصلين على المنحة، في كلمة باسم الطلاب عن الاستفادة التي يحصل عليها الطالب الأكاديمي أبرزها رفع الوعي الثقافي وتعزيز روح العطاء، من خلال البرنامج المثري القائم على قيم المسؤوليّة والمشاركة الجماعيّة. وعبّر أبو ريّا عن امتنانه بهذا البرنامج الذي يشمل ورشات في التفكير النقدي، وحلقات قراءة كتب، ومحاضرات حول الاندماج في سوق العمل، وأيّام دراسية ورحل لمعرفة البلاد. كما أشاد ببرنامج المرافقة الأكاديميّة "درب" الذي يُساهم في توفير بيئة أكاديميّة داعمة للطلاب العرب في الجامعات ويحارب شعور الغربة والتسرب من التعليم، كل ذلك عبر ورشات للتحضير للامتحانات وإدارة الوقت وتوجيه دراسي. وفي ختام كلمته شكر أبو ريّا صندوق الجليل-لندن على تقديمه هذه الفرصة المميّزة في ظل الوضع السياسي والاجتماعي للطلاب الفلسطينيين في الجامعات الإسرائيلية.
وفي كلمة للحقوقيّة سهير أسعد، وهي إحدى خرّيجات برنامج المنح وتعمل كمنسّقة لقسم المرافعة الدوليّة في مركز "عدالة" الحقوقي، تحدّثت عن علاقتها في الجمعيّة ودورة مؤسستها روضة بشارة عطاالله قائلة أنّها لا تشعر أن العلاقة مع مشروع المنح هي علاقة طلاب جامعات مع مع مشروع لجمعيّة مجتمع مدني بل أكثر، واعتبرت أن التعليم الأكاديمي غير منفصل عن النضال السياسي لتحقيق ممكنات الإنسان والعدالة وهذا ما رسّخته روضة والجمعيّة فيها.
كمّا كرّمت جمعيّة الثّقافة العربيّة في هذه المناسبة ، مسؤولة برنامج المنح خلال الثلاث سنوات السابقة خلود أبو أحمد على دورها الريادي في مشروع المنح ونشاطات الجمعيّة عامّة. وتحدّثت أبو أحمد عن مشروع المنح واعتبرت أن جمعيّة الثّقافة العربيّة لم تكن بالنسبة لها مشروع عمل فقط بل بيت ومشروع عطاء للمجتمع والإنسان. ودعت أبو أحمد الطلاب للتفاعل مع نشاطات الجمعيّة واستغلال كل الفعاليّات التي يُقدّمها البرنامج للطلاب والاستفادة قدر الإمكان. وعبّرت عن استعدادها للمساعدة والتواصل بشكل دائم. يُذكر أن الطالبة تمارا أبو سعيد تولّت عرافة الحفل.
يُشار إلى أن برنامج المنح في الجمعيّة انطلق عام 2007 بدعم من مؤسسة الجليل-لندن بتقديم 100 منحة دراسيّة للطلّاب الجامعيّين الفلسطينيّين في الداخل، ليزداد العدد خلال السنوات اللاحقة ليصل في كل سنة إلى 250 منحة يستفيد منها الطلّاب لمدّة ثلاث سنوات. وقررت الجمعيّة هذا العام إطلاق اسم روضة بشارة عطاالله على برنامج المنح تخليدًا لدورها وذكراها في مشروع المنح وجمعيّة الثّقافة العربيّة.