وقف أطفال من القرى غير المعترف بها في النقب يحدقون في صورهم المعلقة على أعمدة خشبيّة في فضاء المركز الثّقافيّ العربيّ في حيفا، وتنقلوا بخفتهم بين الصّور التي حملت ابتساماتهم ونظراتهم وألعابهم بين بيوت الصّفيح المهددة بالهدم، وقد أضفى حضورهم خصيصًا من النقب إلى حيفا جوًا خاصًا على حفل افتتاح معرض "ألعاب غير معترف بها" للمصوّر الفلسطينيّ محمد بدارنة، مساء أمس الإثنين، 30 آذار، في ذكرى يوم الأرض الخالد.
افتتح الحفل مجموعة من أطفال النقب بكلمات وقراءات سردت أحلامهم وفرحتهم بالمعرض وتجاربهم أمام بلدوزرات الهدم، كما تحدث السيد إبراهيم الأعصم، رئيس المجلس الإقليميّ للقرى غير المعترف بها، حول قضية هذه القرى ونضالهم المستمر ضد مخططات التّرحيل والمصادرة الإسرائيليّة. ورحّب مدير جمعيّة الثّقافة العربيّة، الكاتب إياد برغوثي بالحضور الكثيف والمتنوع القادم إلى المعرض من النقب والجليل والمثلث، وعن أهمية التّصوير الاجتماعيّ وعن ترحيب الجمعيّة بالمبادرات الثّقافيّة الفنّيّة في المركز. وتحدث المصوّر محمد بدارنة عن تجربته مع الأطفال في النقب وقبلهم مع الأطفال الغزّيين في المستشفيات وعن أهمية التّصوير كتوثيق للثقافة والوجود الجّماعيّ. يُذكر أنّ حفل افتتاح موازي للمعرض أقيم في محترف شبابيك في مدينة غزّة.
معرض "ألعاب غير معترف بها" هو نتاج جهد دام 3 سنوات، قام خلالها المصوّر محمد بدارنة بتوثيق لقصّص مصورة التقطها لأطفال يحملون أصوات ومشهديّة وحياة القرى غير المعترف بها في النقب، وتحكي أفراحهم التي تعيش رغم الهدم المستمر ومصادرة الأراضي.
من الجدير بالذكر أنّ المعرض بدعم من مؤسّسة عبد المحسن القطّان، جمعيّة الثّقافة العربيّة، محترف شبابيك ومركز مساواة. طاقم العمل؛ مصمم العمل وليد موعد، مركز العمل فراس نعامنة، استشارة فنّيّة محمد شقديح، صوت فراس شحادة، تصميم جرافي رلى حلوة، إضاءة نزار خمرة. وبرعاية كلّ من؛ جمعيّة السدرة – اللقية، المنشر، المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، عالم للتأمين، فصل المقال، شركة بدارنة، المكتبة الشعبية، فتوش، الراي وإليكا.
هذا، وتُفتح أبواب المعرض أمام الجمهور يوميًا حتى السّبت، 4 نيسان، من السّاعة الخامسة لغاية التّاسعة مساءً في المركز الثّقافيّ العربيّ، شارع شبتاي ليفي 7، حيفا.