حملة اللغة العربيّة - النصوص الأدبيّة وإشكاليّات تدريس الأدب | الحلقة (2) موسم 2022

نتابع خلال هذا المشروع، رنا، وهي طالبة عربيّة في الصف الثاني عشر، في واحدة من مدارسنا العربيّة. خلال مشروع تخرّجها لمادّة اللغة العربيّة، ضمن الوحدة الخامسة، تكتب بحثًا من خارج المنهاج عن رواية "زينة" للأديبة المصريّة نوال السعداوي. ولمتابعة تقدّم البحث تلتقي بالأستاذ رأفت، وهو مدرّس لغة عربيّة في واحدة من مدارسنا العربيّة. وعبر كلّ لقاء بينهم، يتسنّى للطالبة والأستاذ التحدّث عن مواضيع مثيرة للجدل تخصّ اللغة العربيّة، المدارس والمنهاج، الأدب والأدباء، أزمة المعلّم وأزمة الطالب وهويّة الطالب في واقع كواقعنا.مثّل هذه اللقاءات كل الأمور غير المتعارف عليها في مجتمعنا عن العلاقة بين الأستاذ والطالب، عن مبدأ المشاركة والاستماع والتشجيع، والشفافيّة في نقل الحقيقة وإن كانت مغطّاة بقوانين تكافح لتمنع إيصال الحقيقة. تعود رنا اليوم للقاء الثاني مع الأستاذ رأفت، لمتابعة تقدّم البحث، متفاجئة بالمضامين المهمّة التي ظهرت في رواية "زينة" مثل مضامين التحرّش الجنسي وزواج القاصرات. تقول رنا أن هذه المضامين، رغم أهمّيتها، غير مذكورة في منهاج الأدب المُدرّس، رغم العدد الكبير من النصوص المُقرّرة في المنهاج من فترات مختلفة. يطرح الأستاذ رأفت الفكرة بأن المنهاج مُجرّد مفتاح لهذه المضامين، ويؤكّد بأن المنهاج يشمل مثلًا النصوص النسويّة ، ليلى والذّئب لإميلي نصرالله وموت الشّعر الأسود لزكريّا تامر، ونصوصًا عن الكبت الجنسي، مثل نصّ حالة تلبّس ليوسف إدريس. ولكنّه يقول أيضًا أنه تمّ تحييد "موت الشعر الأسود" و "حالة تلبّس" من المنهاج، بعد أن علت أصواتًا تطالب بتحييدها بحجّة المسّ بالمجتمع! يبدو أنّ نصوصًا كثيرة تمّ تحييدها لأسباب عدّة ومن قبل أكثر من سُلطة تطال يدها مضامين المنهاج. لماذا طالبت هذه الأصوات بتحييد النصّ؟ وعن أيّ الأصوات نتحدّث؟ هل يُعتبر تحييد بعض نصوص الأدباء الفلسطينيّين من البجروت شكلًا من أشكال التنويع والتّجديد أم أنّه خطوة لتغييب النص الفلسطيني؟