منافسة شديدة ومُبهرة بين طلاب المدارس المشاركين في مسابقة "وخير جليس"



  • مسابقة "وخير جليس" من تنظيم جمعيّة الثّقافة العربيّة وبمشاركة أكثر من 130 طالبًا ثانويّا من 12 مدرسة عربيّة من كافة المناطق، تجربة أولى من نوعها أظهرت قدرات طلابنا العرب


  •  د. روضة عطا الله: كلّ الطلاب المشاركين في المسابقة هم فائزون لأنهم قرأوا واجتهدوا ولديهم الشخصيّة القويّة ليمثّلوا مدرستهم وبلدهم


  • شمل برنامج المسابقة ثلاثة حقول؛ رواية "عائد إلى حيفا" للكاتب غسان كنفاني، السيرة الذاتيّة "البئر الأولى" للكاتب جبرا إبراهيم جبرا، وحقل القصائد الكلاسيكيّة والمعاصرة


  • المرتبة الأولى في "عائد إلى حيفا" حازت عليها مدرسة ثانويّة مار إلياس– عبلين، المرتبة الأولى في "البئر الأولى" حازت عليها مدرسة عهد للتميّز العلميّ في حورة، والمرتبة الأولى في "القصائد" حازت عليها المدرسة الأهليّة الثانويّة عتيد- أم الفحم





شارك أكثر من 130 طالبا وطالبة من الصّفوف العاشرة من 12 مدرسة عربيّة من كلّ المناطق في مسابقة "وخير جليس" لتشجيع القراءة والمطالعة في المجتمع العربيّ، التي نظّمتها جمعيّة الثّقافة العربيّة يوم السبت الماضي 10.03.2012 في قاعة مسرح "الميدان" في مدينة حيفا، وكانت المنافسة في المسابقة بين جميع الفرق المدرسيّة المشارِكة شديدة ومثيرة، بحيث عبّرت لجنة التحكيم والمسئولون أكثر من مرة خلال فقرات المسابقة عن انبهارهم من حدّة الذاكرة والذكاء المتوقّد والاستعداد الجادّ الذي تميّز به المشاركون والمشاركات، واعتبروه مدعاة فخرٍ لشعبنا.





عطا الله: فاز من شارك



افتتحت البرنامج د. روضة عطا الله، مديرة جمعيّة الثّقافة العربيّة التي رحّبت بالطلاب والطالبات المشاركين وهنّأتهم على فوزهم كونها اعتبرت كلّ الطلاب المشاركين في المسابقة فائزين لأنهم قرأوا واجتهدوا ولديهم الشخصيّة القويّة ليمثّلوا مدرستهم وبلدهم، وشكرت المعلمين والمعلمات المرافقين والمركزين على جهودهم وعطائهم، كما شكرت أعضاء لجنة التحكيم الذين تطوعوا ليشاركوا مجتمعهم ويدعموا مسيرته العلميّة، وطاقم الجمعيّة، وقدّمت د. روضة عرض شرائح عن مجمل برامج ومشاريع الجمعيّة في مختلف المجالات للحفاظ على الهويّة الثقافيّة العربيّة والوطنيّة، كما عرضت فيلم فيديو خاص حول المشاريع الشبابيّة مثل مخيم "هذه بلادي" الصيفيّ ومشاريع التواصل والتدريب المختلفة.



يذكر أنّ لجنة التحكيم المهنيّة التي رافقت المسابقة تكوّنت من أكاديميين وكتّاب ومربين مختّصين في مجال الأدب العربيّ؛ الأديب حنا أبو حنا، المحاضر د. جريس خوري، الشاعر سامي مهنا، رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيّين في الداخل، الكاتبة والمربية أنوار سرحان، الباحث والمحامي د. سمير الحاج، المربي عطا الله جبر، والمربية مها سليمان. 





الحقول والمدارس المشاركة



شمل برنامج المسابقة ثلاث فقرات، تنافس فيها المشاركون، وتتناول: (1) رواية "عائد إلى حيفا" للكاتب غسان كنفاني (2) السيرة الذاتيّة "البئر الأولى" للكاتب جبرا إبراهيم جبرا (3) قصائد مختارة؛ كلاسيكيّة ومعاصرة.



شاركت في المسابقة 12 مدرسة ثانويّة عربيّة؛ المدرسة الثانويّة التكنولوجيّة نوتردام- معليا (المركّز- الأستاذ جريس أندراوس)، مدرسة الشاغور الثانويّة- مجد الكروم (المركّز- الأستاذ كمال منّاع)، المدرسة الثانويّة الشاملة- دير حنا (المربية سائدة خلايلة)، مدرسة عهد للتميّز العلميّ- حورة (الأستاذ سعد القريناوي)، مدرسة مار إلياس الثانويّة- عبلين (الأستاذ فادي معلوف)، مدرسة حنا مويس الشاملة-  الرامة (المربيّة لمى حنا)، المدرسة الأهليّة الثانويّة عتيد- أم الفحم (الأستاذ هشام محاجنة)، مدرسة ثانويّة يافة الناصرة (المربيّة نجوى سليمان)، مدرسة ابن خلدون الثانويّة الشاملة- عرابة (المربيّة غادة قاسم)، مدرسة الحكمة الثانويّة- سخنين (الأستاذ صالح أبو ريا)، مدرسة المسيح الإنجيليّة الأسقفيّة- الناصرة (المربيّة ليلى قويدر)، الكليّة الأرثوذكسيّة العربيّة- حيفا (المربيّة بادرة خوري).



 



 



المشاركون يعودون مع غسان كنفاني إلى حيفا



أدارت السيدة ديمة الجمل أبو أسعد فقرة المنافسة حول رواية الكاتب الفلسطينيّ الكبير غسان كنفاني "عائد إلى حيفا"، وكان أسلوب التصفيات في هذه الفقرة وفي الفقرات التالية مميزًا حيث جلست الفرق جميعها على المنصة ووجّهت الأسئلة عليها بالتتالي، وكان على الفريق الذي يخطئ مرتين أن يخلي المنصة لتبقى الفرق التي وصلت إلى مرحلة الأسئلة التحليلية التي قيّمت فيها لجنة التحكيم المهنيّة الإجابات بناءً على معايير أدبيّة وانطباعيّة.



وجّهت مقدّمة الفقرة عشرات الأسئلة إلى الفرق المشاركة، وأظهرت المشاركون تمكّنهم من الرواية وسيرة الكاتب، حيث جاءت الأسئلة حول أسماء الشخصيات والأماكن وحتى تفاصيل صغيرة في الرواية، كما شملت أسئلة حول دوافع الشخصيات وعلاقتها ومجموعة أسئلة "من القائل" حول حوارات الرواية، وأسئلة حول السيرة الذاتيّة لكنفاني من عام مولده ومدينته، مرورًا بإنتاجه الأدبيّ وعمله الصحفيّ حتى اغتياله، وفي النهاية وجّهت لجنة التحكيم أسئلة للفرق التي وصلت إلى المرحلة النهائية حيث كان السؤال الحاسم حول رمزيّة شخصية سعيد س. في الرواية.





وبعد أنّ قدّم ممثلو الفرق أجوبتهم حول السؤال التحليليّ الحاسم، تناقشت لجنة التحكيم، التي أكّدت صعوبة الاختيار بين الفرق لجدارتها، وجاء قرارها بالنسبة لحقل "عائد إلى حيفا"؛ المرتبة الأولى حازت عليها مدرسة ثانويّة مار إلياس- عبلين، المرتبة الثانية حازت عليها الكليّة الأرثوذكسيّة العربيّة- حيفا، وجاءت مدرسة حنا مويس الشاملة- الرامة في المرتبة الثالثة.  



التفاصيل الدقيقة لسيرة جبرا إبراهيم جبرا



وأدار الكاتب إياد برغوثي الفقرة الثانية من المسابقة التي تنافست الفرق الطلابيّة خلالها على كتاب "البئر الأولى" وهو السيرة الذاتية لطفولة الكاتب والناقد والمترجم الفلسطيني الكبير جبرا إبراهيم جبرا، وأظهر الطلاب والطالبات المشاركون في هذا الحقل أيضًا قدرات كبيرة وأجابوا عن أكثر من 120 سؤالاً تطرقت لتفاصيل الرواية الدقيقة، وكانت الأجواء شديدة المنافسة والتوتر وشهدت تصفيقًا من الجمهور المعجب بقدرات المشاركين والمشاركات، وقد وصلت بعد الجولة العاشرة أربع فرقٍ إلى المرحلة النهائية، مرحلة الأسئلة التحليليّة، حيث كان السؤال الحاسم حول كيفية رسم جبرا لشخصية الأم والأب في الكتاب.





وقرّرت لجنة التحكيم بعد سماعها ومناقشتها لأجوبة الفرق حول السؤال التحليليّ أن تمنح المرتبة الأولى في المسابقة مدرسة عهد للتميّز العلميّ- حورة (النقب)، فيما حازت مدرسة الحكمة الثانويّة- سخنين على المرتبة الثانية، أما مدرسة ثانويّة يافة الناصرة، التي تميّزت أيضًا بأجوبتها خلال كلّ الفقرة، فقد حصلت على المرتبة الثالثة.



ختامها مِسْكُ القصائد



الفقرة الثالثة والأخيرة للمسابقة كانت مسابقة إلقاء القصائد، حيث أبدع الطلاب والطالبات المشاركين في إلقاء قصائد عربيّة كلاسيكيّة ومعاصرة حفظوها عن ظهر قلب، وألقوها بأداء جميل؛ قصائد لأبي الطيب المتنبي، وأبي العلاء المعري، ومؤيّد الدين الطغرائي، والوأواء الدمشقي، ولحافظ إبراهيم، نزار قباني ومحمود درويش. قيّمت لجنة التحكيم أداء المشاركين وفق خمسة معايير: اللّغة (التشكيل والقواعد)، النطق (مخارج الحروف)، لغة الجسد(مسرحة الكلمة)، النبرة (التشديد على الكلمة المهمة ودرجة الصوت والإنهاء)، التذكّر.



تأهلّت ستّ فرقٍ إلى المرحلة الثانية، ثمّ ثلاث فرقٍ إلى المرحلة الثالثة، وبعد جمع نقاط الفريق في المراحل الثلاث قرّرت لجنة التحكيم أن تمنح المرتبة الأولى المدرسة الأهليّة الثانويّة عتيد - أم الفحم، والمرتبة الثانية للمدرسة الثانويّة يافة الناصرة، كما حازت المدرسة الثانويّة الشاملة - دير حنا على المرتبة الثالثة.



القريناوي: شعور سعادة واعتزاز لا يوصف



وعقّب الأستاذ سعد القريناوي، مركّز مدرسة عهد للتميّز العلمي-حورة، على مشاركته وطلابه في المسابقة: "شعرت بالسعادة التي لا توصف لأننا اعتمدنا في هذه المسابقة على أدبنا الفلسطيني، لا سيّما قراءة نصوص للكاتبين الفلسطينيين الكبيرين غسان كنفاني وجبرا إبراهيم جبرا. كما شعرت بالسعادة لأنّنا مثّلنا في هذه المسابقة منطقة النقب الصامد".



وأضاف القريناوي "لقد كانت أجواء المسابقة رائعة، فيها روح منافسة طيبة، ويثلج صدري كمربٍ ومعلم لطلاب حورة أنّنا صمدنا في هذا التحدي، وأنّ طلابي الذين سهروا الليالي في برد الصحراء وشحّ الكهرباء في القرى غير المعترف بها، حازوا على جائزة يستحقونها وأثبتوا أنّهم يستطيعون المنافسة مع كلّ المتفوقين من أبناء وبنات شعبهم، الذي أثاروا جميعًا إعجابي" وأنهى الأستاذ سعد "نشكر جمعيّة الثّقافة العربيّة على هذه الفرصة، ونأمل أن تسنح لنا فرصة المشاركة في المسابقات القادمة".



حنا: أنجح تجارب تشجيع القراءة  



وعقّبت المربيّة لمى حنا، مركّزة المسابقة في مدرسة حنا مويس الشاملة – الرامة، على المسابقة بقولها: "نحن متعطشون لمسابقات كهذه، إنها برأيي أنجح تجربة من بين تجارب ومحاولات تشجيع القراءة والمطالعة، لقد تحفّز الطلاب للمشاركة في المسابقة كونها مسابقة قطريّة يمثلون فيها مدرستهم وبلدهم وكونها تحمل روح المنافسة وعوامل التشويق وجعلتهم يستمتعون فيها، لقد شعرنا أننا على منصة عربيّة بكل معنى الكلمة وقد عزّزت هذه المسابقة الروح القوميّة والوطنيّة، ومضامينها كشفت الطلاب على نصوص وعوالم لا ينكشفون إليها في المنهاج التدريسيّ. أعتقد أن المسابقة نجحت فعلا بتشجيع الطلاب على القراءة، وقد عادوا إلى بيوتهم بعدها بشعور سعادة عارم يحملون معهم تجربة لا تنسى".



يذكر أن مسابقة"وخير جليس" تنظّم لأول مرة، وتهدف إلى رفع الوعي في أوساط الطلاب الثانويّين العرب بأهميّة القراءة والمطالعة، وانكشافهم على الأدب العربيّ والفلسطينيّ، وتوسيع آفاقهم المعرفيّة وقدراتهم الفكريّة النقديّة، وأنّ جمعيّة الثّقافة العربيّة ستقوم بتقييم التجربة الأولى للمسابقة ستعمل على تحويلها إلى حدث سنويّ دوريّ.