مع الفنان نضال بدارنة ضد التهديد


يتعرّض الفنان الفلسطيني نضال بدارنة منذ أيّام، إلى حملة تهديدات في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب عرضه الأخير "استوى العدس" في مدينة حيفا يوم الجمعة الماضي 2019/2/15، بسبب مقطع فيديو يظهر فيه وهو يتحدث عن قرية جسر الزرقاء. بعد انتشار هذا المقطع على وسائل التواصل؛ حصل استياء كبير في قرية جسر الزرقاء لما اعتبر أنه إساءة لهم.



أصدر الفنان نضال بدارنة في أعقاب هذا الاستياء الكبير توضيحًا عن ماهية العرض الذي يقدّمه، وهو عرض كوميدي ناقد وساخر لواقع حالنا الاجتماعي والسياسي. ثم أصدر كلمة مصوّرة أكد فيها اعتذاره لأهل قرية جسر الزرقاء بسبب هذا المقطع، مؤكدًا أنه لم يكن موفقًا فيه، وأن الفنان قد يخطئ كما كل إنسان منّا.



صاحبت هذه الضجة حول ما جاء في عرض بدارنة حملة تهديدات وتجريح وشتائم طالت نضال وعائلته، وهي ما زالت مستمرة برغم تقديم بدارنة اعتذاره بشكل واضح.



تستنكر جمعيّة الثّقافة العربيّة حملة التهديدات التي وصلت إلى حد التهديد بالقتل، وتقف مع بدارنة ضدها، كما تحذّر الجمعية من التساهل مع مثل هكذا حملات من التهديدات التي تحصل في مواقع التواصل والتي قد يتعرض لها أي فنان بسبب عمل له قد يحمل أكثر من تفسير.



تؤكد جمعيّة الثّقافة العربيّة أن حملات التهييج والتعبئة التي تحصل في مواقع التواصل ضد الفنانين بهذا الشكل أمر خطير جدًا، يمنع الفنان من العمل والإنتاج بشكل حر وهو أمر قد يهدد حياة الفنان، مما يستدعي العمل على وقف هذه الحملة. ومهما بدا ما قاله بدارنة بحق جسر الزرقاء مسيئًا، فهو لا يحتمل أبدًا أن تصل الأمور إلى حدّ تهديده بالقتل، خصوصًا وأنه قدّم اعتذارًا عمّا اعتبره قولًا غير موفقًا.



من حق أي شخص التعبير عن غضبه واستيائه مما جاء في العرض، والكتابة ضد العمل أو الفنان وعدم المشاركة في أعماله، لكن ليس بطريق التهديد والشتائم والتشهير كما يقوم البعض.



تدعو جمعيّة الثّقافة العربيّة القوى السياسيّة والاجتماعيّة الفاعلة في قرية جسر الزرقاء إلى العمل على تهدئة الخواطر ومنع أي تهديدات تصدر، والتواصل مع الأشخاص الذين يطلقون التهديدات والعمل على حل الموضوع بصورة هادئة، كما تدعو الحركات والقوى السياسيّة في الداخل الفلسطيني إلى إدانة التهديد بالقتل والعمل على تهدئة الموضوع، وتحيي الجمعية كل من يعمل على ذلك.



ويهمنا أن نؤكد أن قرية جسر الزرقاء كلها تواجه سياسات تستهدف وجودها وشكله، والحكومات الإسرائيليّة مارست التمييز العنصري والحصار ضدها على مدار عقود، وتمنع تطورها ولا تستثمر فيها كما في البلدات والمدن الإسرائيليّة التي حولها. ويواجه أهالي جسر الزرقاء ذلك بالصمود في قريتهم، وهي القرية الفلسطينية الوحيدة الباقية على الساحل الفلسطيني، وكان للفنان نضال بدارنة تأكيد على ذلك في عروضه، ونرى أن مواجهة السياسات التي تستهدف هويتنا وصمودنا تشكّل الأولوية لنا كمجتمع عربي فلسطيني.