جولة معمارية في يافا


جمعية الثقافة العربية تنظم الجولة الرابعة لمنتدى المعماريين العرب في مدينة يافا - عروس فلسطين، في إطار دورة الهوية والعمارة نظمت جمعية الثقافة العربية الجولة الرابعة لمنتدى المعماريين في مدينة يافا – عروس فلسطين، وذلك يوم الاثنين 26/08/2007.


السرايا


بدأ المشوار بمبنى السرايا العثماني داخل مدينة يافا القديمة. بعد كلمة ترحيب بالحضور من السيد أديب جهشان – المدير الفني لمسرح السرايا وتعريف الحضور بالمسرح العربي وأعماله.


بدأ المهندس المعماري أمنون بار أور الذي يشغل منصب رئيس قسم الحفاظ على المباني في جامعة تل أبيب، محاضرته بعنوان يافا – البلد القديمة، تناولت المحاضرة تاريخ تطور مدينة يافا منذ أقدم من أربعة آلاف عام وحتى تدمير المدينة القديمة المنظم بعد احتلال عام 48 وضم يافا لنفوذ مدينة تل أبيب عام 1950. كما وتركزت المحاضرة على العصر الحديث من منتصف القرن التاسع عشر وإلى الوقت الحاضر.


مسجد البحر


وصف بار أور مدينة يافا القديمة كالجسم بدون قلب وانتقد عملية تدمير المباني القديمة وقلب المكان إلى ما يعرف بقرية فنانين بحيث تغطّي 85% من أراضي المكان المساحات الخضراء.


كما طرح أمام عشرات المعماريين العرب، من الداخل بالإضافة إلى العديد من ضيوفهم وزملائهم من القدس المحتلة، خطته التي وضعها مع معماريين آخرين أمام بلدية تل أبيب، وبحسب المخطوط الجديد يقترح بار أور إعادة بناء البلد القديمة حسب الخطط القديمة التي ما زالت موجودة في الأرشيف البريطاني.


ولاقت اقتراحات بار أور لإعادة بناء البلد القديمة بيافا وجعلها قلب مدينة تل أبيب انتقادات شديدة من المشاركين، يمكن تلخيص هذه الانتقادات كما يلي:


. محاولة التعامل مع مدينة يافا على أساس كونها حدود مدينة تل أبيب التاريخية، إذ إن المدينتين تطورتا بشكل مواز في العصر الحديث وليس هنالك ما في لمدينة تل أبيب مثل القرن العشرين.


2. تجاهلت الخطة أهل المكان الأصليين الذين هجّروا عام 48 ولم تتعامل مع حقوقهم بالمكان ولا حقهم بالعودة.


3. الخطة ليست مفصّلة بشأن حقوق السكن بيافا القديمة بعد إعادة البناء، إذ انه لا توجد ضمانات لسكان يافا العرب المقيمين فيها اليوم بإمكانية سكن المباني الجديدة.


بعد المحاضرة والنقاش انتقلت المجموعة لجولة في مدينة يافا مع المرشد سامي أبو شحادة الذي يحضر لرسالة الدكتوراه في تاريخ مدينة يافا في فترة الانتداب البريطاني.


المسجد الكبير


كان عنوان الجولة "يافا العربية – عروس فلسطين". بدأت الجولة في ميدان الساعة قلب مدينة يافا النابض قبل النكبة وهنالك شرح أبو شحادة عن تطور المكان بالفترة الحديثة وعن بعض المباني المهمة التي ما زالت قائمة حتى يومنا هذا كالقشلة، مسجد المحمودية، برج الساعة، سوق الدير، شارع نجيب بطرس، واسكندر عوض.


كما وتحدث عن مبنى السرايا الحديثة الذي تم تفجيره في كانون الثاني 48 على يد الخلايا الإرهابية الصهيونية، بينما كان المبنى آنذاك ملجأ للأيتام.


المحطة الثانية للجولة كانت سوق الدير الذي بدأت بعملية بنائه الكنيسة الاورثودكسية في أواخر القرن التاسع عشر. وهناك شرح المرشد عن تطور مدينة يافا كمركز اقتصادي الأكثر أهمية في فلسطين في العصر الحديث. وفي شارع السكسك تم التعرف على بعض المباني وعلى مسجد السكسك الذي حولته إسرائيل إلى مخزن للبلاستيك تابع لشركة "كيتر".


المحطة الثالثة كانت في شارع النزهة مقابل مبنى سينما الحمرا الشهير بجانب مبنى بلدية يافا، كانت هذه المحطة رحلة في تاريخ يافا الحديث كمركز ثقافي عربي، حيث تعرف المشاركون في هذه المحطة على دور السينما العديدة التي كانت في مدينة يافا بالإضافة إلى المسارح، النوادي، زيارات المفكرين والفنانين العرب المهمين ليافا الانتدابية، ويافا كمركز الصحافة الفلسطينية المهمة، وعلى رأسها صحيفتا فلسطين والدفاع.


وبعد ذلك تم التوجه للبلدة القديمة للمحطة الأخيرة مقابل كنيسة القديس بطرس. وكانت طريق العودة عن طريق سوق الدير، حيثت تعرف المشاركون على المزيد من المباني والمصالح القائمة به اليوم، وهي بأغلبيتها الساحقة لرجال أعمال يهود.


في المحطة الرابعة تعرف المشاركون على أهمية يافا للديانة المسيحية وعلى العدد الكبير من الكنائس والأديرة في المدينة التي تعتبر حسب الإنجيل مهد الديانة المسيحية، حيث أن القديس بطرس بدأ رحلته التبشيرية بالديانة المسيحية من بيت سمعان الدباغ من مدينة يافا القديمة. كان لهذا الحدث الهام آثاره الاقتصادية البالغة حيث كانت يافا أول محطة للحجاج المسيحيين الأوروبيين في طريقهم إلى القدس على مر السنين.


آخر محطة في الجولة كانت زيارة ما تبقى من المباني في يافا القديمة والسير داخل أزقتها الجميلة ومشاهدة البيوت.


خلال الجولة


بعد وجبة السمك في أحد المطاعم على شواطئ يافا، بدأت ورشة عمل مع المستشار التنظيمي القدير الأستاذ فتحي مرشود، حول تنظيم المعماريين، وأهمية وأهداف منتدى العمارة الذي تحتضنه جمعية الثقافة العربية حيث شارك المعماريون في النقاش وابدوا الآراء حول أهمية المنتدى وتفعيله ودوره.