جمعيّة الثّقافة العربيّة تستضيف الروائيّ والشاعر إبراهيم نصر الله


استضاف "الصالون الأدبي" في جمعيّة الثّقافة العربيّة، يوم الثلاثاء 02.11.2010، الروائيّ والشاعر ابراهيم نصر الله في لقاء مباشر عبر الإنترنت، وتناول اللّقاء حوارًا مطوّلا مع الكاتب حول روايته الرائعة "زمن الخيول البيضاء" وحول مجمل رؤيته الروائيّة.



في بداية كلمته وجّه الروائيّ إبراهيم نصر الله تحيّته لجمعيّة الثّقافة العربيّة على هذه المبادرة الأولى من نوعها، مؤكّدًا سعادته للقاء الجمهور الفلسطينيّ في الناصرة، وتحدّث حول مسيرة كتابته لرواية "زمن الخيول البيضاء" والتي بدأت في العام 1985 وتحوّلت إلى مشروع "الملهاة الفلسطينيّة" التي صدرت ضمنها ست روايات، وشرح الكاتب كيف اجتهد في جمع شهادات حيّة من أشخاص عايشوا فترة الانتداب البريطانيّ وما قبلها، بالإضافة إلى الاطلاع على الصحف والمذكرات، حتى يستطيع أن يبني هذا العالم الذي يحكي قصص زمن لم يعشه شخصيًا ككاتب، لكنه زمن محوريّ في التاريخ الفلسطينيّ تبنى على أساسه رواية الشعب الفلسطينيّ.



الصالون-زمن الخيول البيضاء



وأجاب نصر الله على أسئلة الحضور، التي تطرّقت إلى العديد من الجوانب ذات الصلّة بالرواية وبرؤية الكاتب وأسلوبه الأدبيّ، حيث نفى الصلّة المطلقة والإدعاء المتوارث عن ضرورة العلاقة بين المدينة والرواية وقال إن الرواية من الممكن أن تخلق في القرية أيضًا كما في سياقات فرديّة أخرى، وأكّد أنه حاول أن يقرأ الماضي بصفاء دون أن يقوم بإسقاط الحاضر عليه، لكنه أشار إلى تكرار الأخطاء في التاريخ الفلسطينيّ واعتبره أمرًا محزنًا، وحول بنائه لشخصية "بترسون" في الرواية كجندي عنيف وشاعر رقيق أشار نصر الله أن الحياة أثبتت أنه لا يوجد شخص بلون واحد على الإطلاق، لا يوجد شخص شرير بالمطلق أو طيّب في المطلق.



 



وحول جدليّة الحقيقة والخيال في الروايّة، أشار ابراهيم نصر الله إلى أن الرواية كلها حقيقيّة أدبيًا وتحوي عناصر متخيّلة، على أساس أن الخيال هو منطق الحقيقة وينبع منها لإنتاج حقيقة أخرى، وأنه خلق قرية "الهادية" كقرية متخيّلة تفاديًا لحساسيّات قد تنشأ وشعر لاحقًا أنه خلق قرية عصيّة على التهجير والهدم.



وحول بنيته السرديّة الروائيّة، أكّد نصر الله على حق القارئ في أن يستمتع، وأن كتابته عن السينما أثّرت عليه كثيرًا، حيث عمّقت عنده مفاهيم اللقطة والمشهد كعناصر مكّونة للحكاية، مشيرًا أيضًا إلى روايته الأخيرة "مجرد إثنين فقط" كتجربة ضمن هذا المنحى، وموضحًا أن للقارئ المعاصر عقلاً صوريًا يؤثّر على تفاعله مع النصوص الأدبيّة.



سامي مهنا



هذا وتجدر الإشارة إلى أن "الصالون الأدبيّ" في جمعيّة الثّقافة العربيّة سيقوم بتنظيم لقاءات تواصل أدبيّة شهريّة مع كتّاب وكاتبات في العالم العربيّ، بالإضافة إلى عرضه للإنتاج الأدبيّ الفلسطينيّ المحليّ.