جمعيّة الثّقافة العربيّة تحتفي بالأدب الشابّ وتناقش أزمة النشر في الداخل


عقدت جمعيّة الثّقافة العربيّة، مساء الأربعاء الماضي 16.05.2012، في ساحة "بيت النعمة" بمدينة حيفا، لقاءً ثقافيّا بمناسبة "اليوم العالميّ للكتاب وحقوق المؤلّف"، جمع اللقاء العشرات من الكتّاب والكاتبات والمهتّمين بالشأن الأدبيّ والثقافيّ.



شمل اللقاء ندوة نوقشت فيها أزمة النشر عند الكتاب الفلسطينيّين في الداخل، واحتفاءً بالحركة الأدبيّة الشّابّة، وقراءات شعريّة، وتوقيعًا جماعيّا للكتب الصادرة مؤخّرًا.



بدأت الندوة، التي يصادف موعدها حلول الذكرى الرابعة والستّين للنكبة، بالوقوف دقيقة حداد على شهداء وضحايا الشّعب الفلسطينيّ في نضاله من أجل العودة والاستقلال والحريّة.



أدار الندوة الكاتب والصحفيّ إياد برغوثي، وكانت المداخلة الأولى للناقد والباحث أنطون شلحت، الذي تحدّث عن التحدّيات التي تواجه نشر الكتاب عند الفلسطينيّين في الداخل خلال الفترات التاريخيّة المختلفة، وبخاصّة خلال فترة الحكم العسكريّ وبعد احتلال عام 67، وتطرّق لعدّة تجارب في النشر بمبادرة أفراد أو قوى سياسيّة مختلفة، ورأى أنّنا لا زلنا نعاني من غياب دور النشر المهنيّة وخصوصًا غياب مؤسّسة التحرير التي تلعب دورًا مركزيّا في صيرورة وسيرورة النشر، وأنّ ما هو قائم الآن هو شركات أو أطر لـ"تجارة الكتب".



الندوة



المداخلة الثانية في الندوة كانت للكاتب والصحفيّ علاء حليحل، الذي تحدّث حول النشر في العالم العربيّ، وانتقد الأداء غير المهنيّ لأغلبيّة دور النشر العربيّة في مجال الأدب، لا سيّما النشر دون مراجعة أو تحرير مقابل مبلغ ماليّ يدفعه الكاتب، وميّز حليحل بين كتب أدب الأطفال العربيّة التي تصدر بجودة طباعة وإخراج ومضمونٍ أفضل بكثير من كتب الأدب للكبار، كما أشار إلى أنّ أنظار الكتّاب في المرحلة الراهنة، وبعد التجارب المختلفة، يجب أنّ توجّه إلى النشر للجمهور الفلسطينيّ المحلّيّ كأساس لنجاحه الأدبيّ تليها إمكانية نشر موازٍ في العالم العربيّ.  



أما المداخلة الثالثة في الندوة فقد تحدّثت خلالها الشاعرة آمال عوّاد رضوان عن الحلول الممكنة لأزمة النشر في الداخل، وتطرّقت خلالها إلى ضرورة وضع حدٍ لتزوير الكتب في المطابع من خلال نسخها "الحرّ"، وإلى الاستثمار أكثر في النشر الرقميّ من خلال شبكة الإنترنت، وإلى تنظيم الكتّاب والكاتبات الفلسطينيّين في الداخل للدفاع عن حقوقهم كمؤلّفين، كما دعت رضوان إلى الاهتمام تحديدًا بالكتّاب الشباب ودعمهم.



الحضور



بعد المداخلات، ساهم الحضور في نقاش أزمة النشر مستعرضين تجارب خاصّة ومقدّمين مقترحات مختلفة لتشجيع النشر والقراءة خصوصًا في أوساط الأطفال والشباب ولتنظيم الكُتّاب وتشجيع الحركة الأدبيّة الشّابّة.



بعد الندوة، دعت مقدّمة فقرة القراءات الشابّة لمى شحادة الشعراء والشاعرات المحتفى بإصداراتهم/ نّ الجديدة لإلقاء قصائد من مجموعاتهم/ نّ الشعريّة الغضّة، حيث ألقى الشاعر مروان مخول قصيدة من مجموعته "أرض الباسفلورا الحزينة"، وألقت الشاعرة سوسن غطّاس قصيدتين من مجموعتها "في متاهات الدنى"، والشاعر نزيه حسون ألقى قصيدة من مجموعته الشعريّة "ما تيسّر من عشق ووطن"، كما ألقت الشاعرة ورد عقل قصيدة من مجموعتها "صمت"، وألقى الكاتب والشاعر جودت عيد قصيدة من كتاب "غزل وشيء من مطر"، وكذلك ألقت الشاعرة حنان جبيلي عابد قصيدة من مجموعتها "سأكون".



هذا، وقام المحتفى بهنّ وبهم؛ راجي بطحيش، وعلاء حليحل، وعلاء مهنّا، وإياد برغوثي، وورد عقل، وسوسن غطّاس، وحنان جبيلي عابد، وجودت عيد، ونزيه حسّون، ومروان مخول بتوقيع كتبهم/ نَّ بشكل جماعيّ احتفاليّ.