بعد غزة والقدس ورام الله: حيفا تستضيف احتفالية فلسطين للأدب 2013


ضمن أنشطة احتفاليّة فلسطين للأدب 2013 (بالفِسْت)، التي انطلقت يوم الجمعة الماضي من غزة وتمرّ  بالقدس ورام الله ونابلس، وتهدف إلى توحيد جغرافيا ومدن فلسطين التاريخيّة وتجاوز الحواجز والجدران العسكريّة  من خلال الأدب، أقيمت مساء الثلاثاء الماضي في حيفا، 28/05/2013، أمسية أدبيّة وفنيّة نظّمتها " بالفِسْت" مع جمعيّة الثّقافة العربيّة، حضرها جمهور كبير من الكتّاب والشباب والمهتمين بالشأن الثقافيّ. 



افتتحت د. روضة عطا الله، مديرة جمعيّة الثّقافة العربيّة، الأمسية بكلمة ترحيب بالكتاب الضيوف وبالحضور، قالت خلالها إننا "اليوم نحتفي معًا في حيفا، وفي احتفالنا بفلسطين والأدب، نقدّم الدليل، ولا أوضح، على سقوط دعوى الزّيف من أنّ فلسطين أرضٌ بلا شعب، هذه أرضٌ لها أهلها، ولها عراقتها، ولها تاريخها وإبداعها...هذه أرضٌ، على نكبتها ونكبة أهلها، تُبدع وتحيا، وتتدفق أناملُ بناتها وأبنائها بكلِّ جميلٍ مثرٍ.  وحقيقة أننا نحتفي بفلسطين والأدب في أرجاء الوطن، تروي القصة كاملة: أرضٌ كان بها شعب، وهي الآن لهذا الشعب، وستبقى أبدًا لأهلها". 



أدارت الأمسية الروائيّة والناقدة والمترجِمة المصريّة أهداف سويف، رئيسة مجلس أمناء احتفاليّة فلسطين للأدب (بالفِسْت)، صاحبة رواية "خارطة الحب" (المترجمة إلى قرابة ثلاثين لغة)، والتي نشرت مؤخرًا، عام ٢٠١٢، مذكرات الثورة المصريّة: "القاهرة: مدينتي، وثورتنا". تحدثت سويف في مقدمة الأمسية عن أن الهدف من وراء تنظيم الاحتفاليّة هو دعوة كتّاب عالميّين إلى فلسطين المحتلة لملامسة الحياة الفلسطينيّة تحت الاحتلال عن كثب، والالتقاء بكتاب فلسطينيّين، وتقديم منتجهم الأدبيّ مباشرة إلى الجمهور الفلسطينيّ المُحاصر، كذلك تحدّثت عن أهمية عقد اللقاء في حيفا ومناطق ال48، وشكرت الطاقم المتطوع في الاحتفالية والداعمين والمؤسّسات المنسقة في المدن المختلفة.



بدأت فقرات الأمسية بعرض فيلم "بالْفِست في غزة"، الذي يوثّق احتفاليّة فلسطين للأدب في العام الماضي 2012 التي أقيمت في قطاع غزة، ودعت إليها كتّابًا فلسطينيّين ومصريّين وعالميّين، كاسرة الحصار المفروض على جمهور قطاع غزة، واستعرض الفيلم مشاهد من حياة المدينة وانطباعات الكُتّاب بعد اللقاء بالجمهور والشباب في غزة ورؤيتهم لمأساة هذه المدينة المحاصرة بعد زيارتها.  



بعد ذلك، قرأ الكاتب الإنجليزيّ تشايْنا مييفِيل، وهو مؤلف روايات عديدة من بينهاThe City and the City و The Railsea بالإضافة إلى مجموعة قصصيّة وكتاب عن القانون الدوليّ، والحائز على عدة جوائز  أدبيّة، والناشط البارز في حركات العدالة الاجتماعيّة والتضامن الفلسطينيّ ببريطانيا، قرأ نصّه الأدبيّ "أساس" باللّغة الإنجليزيّة، وبعد ذلك قرأ الممثل المعروف محمد بكري ترجمة النصّ إلى اللّغة العربيّة.



ثمّ قامت الطالبة الموهوبة علا طه بإنشاد قصيدة "سؤال شخصيّ للقدس" للشاعر أحمد دحبور. وقام بعدها الفنان أيمن نحّاس بتقديم مقطع كوميديّ ساخر.



 في فقرة "قراءات وكلمات"، قرأ الكاتب الباكستاني، المولود في كاراتشي والمقيم في لندن، عمّار حسين قصته القصيرة "الشجرة عند الحدود" باللغة الإنجليزيّة، ولحسين إصدارات قصصيّة وروائيّة عديدة وهو  يعمل أستاذًا زائرًا للكتابة الإبداعيّة بجامعة "ساوث هامبتون". ثمّ قام الكاتب إياد برغوثي بقراءة قصة "وحيد في ليلة حرب مملة" إحدى قصص مجموعته القصصيّة "بين البيوت".



واختتمت الأمسية بمعزوفة "يا مسافر وحدك" عزفها الموسيقيّ الفنان عازف الكمان أكرم عبد الفتاح.



يذكر أيضًا أنّ الكُتّاب الضيوف قاموا في اليوم التالي لأمسية حيفا بجولة في الأحياء التاريخيّة للمدينة، وادي النسناس ووادي الصليب، برفقة المؤرّخ د. جوني منصور، عضو إدارة جمعيّة الثّقافة العربيّة، تعرّفوا خلالها تاريخ وواقع الفلسطينيّين في حيفا.



وقبيل مغادرتها حيفا عقّبت الروائيّة أهداف سويف "لقد سعدنا جدًا بلقاء حيفا، أسعدنا هذا الكم الهائل من التفاعل والطاقة الذي مدّنا به الجمهور المتفاعل والمتحمّس، كذلك أسعدتنا الزمالة والمشاركة والاحتضان من جمعيّة الثّقافة العربيّة للمرة الثانية بعد أن احتضنتنا في الناصرة في العام 2011. نتطلع منذ الآن للقاء السنة القادمة وسنبدأ بالتخطيط له".