الفنانة سامية حلبي في ضيافة جمعية الثقافة العربية

نظّمت جمعيّة الثّقافة العربيّة بالاشتراك مع مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي أمسية خاصة في مدينة حيفا يوم الأربعاء 18/4/2019، بعنوان "حكايات من الفن التشكيلي الفلسطيني" استضافا فيها الفنانة الفلسطينيّة الأميركيّة سامية حلبي.


افتتحت مديرة جمعية الثقافة العربية رلى خوري الأمسية بالترحيب بالحضور، وبتقديم الفنانة سامية حلبي ولاحقًا محاورتها. وقالت خوري "يسعدنا في جمعية الثقافة العربية أن نستضيف الفنانة سامية حلبي في حيفا وفي جمعية الثقافة العربية بشكل خاص بالشراكة مع مؤسسة تامر. ويسعدنا قدوم العشرات لحضور هذا اللقاء الخاص الذي سنسمع فيه عن تجربة حلبي الفنية في الفن التشكيلي. كانت لي الفرصة أن ألتقيها في استوديو عملها في نيويورك والاطلاع على مجموعة من أعمالها. لا شك أن سامية فنانة فريدة وأعمالها المختلفة تدل على ذلك كما سيرتها الذاتية. أذكر أن سامية شاركت في العديد من المعارض والمتاحف العالمية وكان لها بصمتها في التدريس في جامعات أميركيّة".


وتحدثت مديرة مؤسسة تامر رناد قبّاج عن إطلاق ثلاثة كتب جديدة ما يميّزها كونها مادة تفاعلية. وأشارت إلى أن المؤسسة تنتج كتبا في الفن التشكيلي للأطفال تخاطب الأطفال في أعمار 4 – 13 عامًا تُركّز فيها على قضايا الهوية، وتحمل مضمونًا يُعطي أملًا للأطفال الفلسطينيين ووعيًا، وتحكي سيرة فنانين شقوا طريقهم رغم الصعوبات وهي حكايات مستلهمة من حياة رائدات ورواد من الفن التشكيلي: سامية حلبي، وفيرا تماري، وتمام الأكحل، ومصطفى الحلاج.


بدورها عبّرت سامية حلبي عن سعادتها بقدومها إلى حيفا وسردت ذكرياتها في فلسطين، فهي ولدت عام 1936 في مدينة القدس ومن ثم انتقلت مع عائلتها إلى يافا قبل النكبة والتي على أثرها انتقلت إلى بيروت ولاحقًا إلى الولايات المتحدة حيث تستقر حتى هذا اليوم.


ثم تحدثت عن كتابها "رسم مجزرة كفر قاسم" والذي هو عبارة عن مقابلات مع الناجين من المجزرة ومع الأهالي في كفرقاسم والذي يحوي رسومات خاصة لها تعكس المجزرة التي اقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي. ودعت حلبي الناشطة روز العامر من كفر قاسم التي واكبت عمل سامية في توثيق المجزرة من خلال كتابها الصادر عام 2016 للحديث عن هذه التجربة، حيث أشارت العامر إلى أهمية ما قامت به حلبي وكيف تمكنت من إقناع بعض الناجين الذين كانوا يتجنبون الكلام عن المجزرة بالحديث.


كما تحدثت حلبي عن طبيعة أعمالها معتبرة أنها تبحث بشكل علمي قبل الشروع بالرسم قائلة "من وجهة نظري الرسم هو عدة تخصصات وهناك عدة توجهات، كما أن اللوحة الفنية ليست فقط بالرسم، بل هناك أوجه أخرى مثل الفسيفساء كالتصوير بالكاميرا وشكل ترتيب الرخام وغيرها. وهناك جزء بحثي للرسم ومع مرور الزمن يتغير وهناك اختراعات مع مرور الوقت، والأجزاء والأداءات القديمة لها منفعة ومهمة، لكن بمرحلة ما، البحث عنها ينتهي".


وأضافت "كفلسطينية أحس أن لدي حرية أن أبحث عن أشياء جديدة ولدي طموح لأن أقدم الأفضل. أحب فلسطين، والقضية الفلسطينية جزء مركزي من حياتي ونشاطي، مع ذلك لا أستطيع بالتجريد وحده أن أرسم عن فلسطين. إن كنت أرسم شيئا عن السياسة التي أومن فيها فلن أقوم برسمة انطباعية بل أقوم بشيء واضح جدًا ومن دون إخفاء. عملت على رسومات لها علاقة بالانتفاضة ومجزرة جنين وغزة".


وأشارت حلبي إلى أنها منفتحة على أعمال فنية من مناطق مختلفة كان لها تأثير عليها مثل أعمال من أفريقيا وأميركا الجنوبيّة. كما تحدثت عن تجربتها في العمل على كتاب "فن التحرير الفلسطيني" Liberation Art of Palestine وهو عبارة عن مجموعة مقابلات مع عدد من الفنانين الفلسطينيين، الذين عملوا خلال الثورة الفلسطينية.


بالإضافة إلى ذلك تحدثت حلبي عن التحديات التي تواجهها في عرض أعمالها في المتاحف والمعارض الكبيرة في عالم يحكمه منطق السوق الرأسمالية، إلّا أنها أكدت أنها لا تسعى لتغيير في أعمالها لأرضاء قيّمي المعارض والمتاحف.


يذكر أن سامية حلبي تلقت تدريبها في الولايات المتحدة، كما أنها تُعتبر ناشطة في الأوساط الأكاديميّة الأميركيّة، حيث درّست الفن على مستوى الجامعة لمدة سبعة عشر عامًا، وقضت عشر سنوات منها كأستاذ مساعد في كلية ييل للفنون (ما بين عاميّ 1972 و1981). ودرّست في جامعة هاواي، وجامعة ولاية ميشيغان، ومعهد كانساس سيتي للفنون. وقد كانت أول امرأة تشغل منصب أستاذ مشارك في كلية ييل.


استقرت في نيويورك منذ سبعينات القرن العشرين، وكانت لفترة طويلة نشطة في المشهد الفني في المدينة، وذلك عبر المساحات الفنيّة المستقلة وغير الربحيّة والمبادرات التي يديرها الفنانون، بالإضافة إلى المشاركة في التنظيم السياسي اليساري من أجل قضايا مختلفة، وخصوصًا القضيّة الفلسطينيّة.