الدكتور عطا الله يؤكّد استمرار الأخطاء اللّغويّة في الكتب التدريسيّة

صدر حديثًا عن دارة المها للنشر والترجمة وجمعيّة الثقافة العربيّة كتاب "تعلّموا العربيّة"، للدكتور إلياس عطا الله، الباحث اللّغويّ المعروف.


يُعتبر هذا الكتاب ثمرة من ثمار الأبحاث التي قام بها المؤلّف في جمعيّة الثّقافة العربيّة، منذ العام 2009، لكشف الأخطاء والتشويه اللّغويّ في كتب المناهج التي تفرضها إسرائيل على المدارس العربيّة، وقد أُطلق حينها على أولى مراحل المشروع "تعلّموا العربيّة وعلّموها الناس"، والذي كشف آلاف الأخطاء في الكتب التدريسيّة، وعلى أثره نجحت الجمعيّة في تغيير الواقع اللّغويّ، وذلك بالضغط على وزارة التربية والتعليم لفرض مرجعيّة علميّة تضع معايير واضحة لتصديق الكتب التي يدرس فيها مئات آلاف الأطفال من أبنائنا وبناتنا.


اختار الكاتب، من خلال هذه الدراسة، مراجعة كتابي "النبراس في الفهم والقواعد والتّعبير للصف العاشر" وَ"البديع في الفهم واللّغة والتعبير للصف الحادي عشر"، حديثَي الإصدار والتصديق، واللذَين يُدرّسان حاليًا في كثير من المدارس الثانويّة في البلاد. أكّدت هذه الدراسة، التي رصدت في الكتابين كمًّا هائلاً من الأخطاء، أنّ المعايير اللّغويّة التي أقرّتها الوزارة لم تطبّق بعد، والدراسة تشير بالبنان لمواطن الإفساد وأشكاله، وبذلك توفّرمرجعيّة للمدرّسات والمدرّسين، ومُعدّي ومُعدّات الكتب والمسؤولين، من خلال التحليل والشروح في متن الدراسة وحواشيها، علّها تساهم في تصحيحالأخطاء القائمة واجتنابها مستقبلًا.


لا يعني اختيار الكاتب كتابي "البديع" و "النبراس"، ليكونا موضوع دراسته أنّ سائر الكتب التي يدرس فيها أطفالنا العربيّة خالية من الأخطاء. لذا، ومع استمرار إصدار وتصدّيق كتبٍ تعجّ بالأخطاء رغم إقرار المرجعيّة العلميّة والمعايير، ندعو كلّ غيور على أطفالنا ولغتنا، أهلًا وهيئات تدريس، ولجانَ طلبة، وقيادات وطنيّة ومحليّة وأجسامًا مسئولة أخرى، ألّا يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء ما يُقدّم من كتب تدريسيّة مشوَّهة ومشوِّهة لهويّة ولغة أبنائنا وانتمائهم، وكأنّه أمر مسلّم به، فهويّتنا ولغتنا فوق العبث، ومَن يتخلَّ عن لغته، يتخلّ عن وجوده وأهمّ حقوقه.


هذا، وستعقد جمعيّة الثقافة العربيّة، بالاشتراك مع دارة المها، في 29/08/2016 في حيفا، أمسية إطلاق الكتاب، وستعمل على استمرار نشاطاتها وجهودها لرفع الوعي حول سياسات الإفساد اللّغوي وتشويه الهويّة الذي تّتبعها وزارة التربية والتعليم، وكذلك ستستمر في مبادارتها لإتاحة المعرفة اللّغويّة السليمة لجمهور المدرّسين والأهل.