منحة روضة بشارة- عطا الله تُحيي "أسبوع العودة": أسبوع متواصل من الفعاليات والنشاطات

(*) حيفا- اختتمت جمعية الثّقافة العربيّة يوم السبت، 320.05.202، فعاليات "أسبوع العودة" الأول الذي نظمه برنامج منحة روضة بشارة- عطا الله، بدعم من مؤسسة الجليل – لندن، على مدار أسبوع كامل، من 13 أيار حتى 20 أيار، بالتزامن مع ذكرى النكبة الخامسة والسبعين التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني. وشهد الأسبوع عددًا من الفعاليات، النشاطات، الندوات والورشات التي تطرقت إلى آثار النكبة على الحياة اليوميّة التي نعيشها في فلسطين وإلى العمل نحو العودة.

         

نشاطات وجاهيّة ورقميّة

نظم طلّبة منحة روضة بشارة- عطا  الله على مدار الأسبوع عددًا من الفعاليات، الندوات، الورشات إضافة الى إطلاق كرّاسة فعاليات للصّفوف الابتدائيّة. هذه النشاطات المختلفة أقيمت على مدار الأسبوع في أماكن متفرقة منها الجامعات الاسرائيليّة، حيفا، يافا، الطنطورة المُهجرة وغيرها. إضافة إلى ذلك، تم عرض جزء كبير من هذه الفعاليات بصورة رقميّة على صفحات جمعيّة الثّقافة العربيّة والمنصات المختلفة، من أجل إتاحة المعرفة وتوسيع رقعة الأثر لعدد أكبر من الجمهور في البلاد، خارجها والمُهجّر منها قسرًا.  

محاضرات

تضمن الأسبوع عددًا من المحاضرات التي مُررت بالأساس لطلّبة منحة روضة بشارة- عطا  الله، كما فتح المجال لأصدقاء الجمعيّة والمهتمين بحضورها، إضافةً الى عرضها بالبث المباشر على منصات وسائل التواصل الاجتماعي للعموم. تناولت المحاضرة الأولى والتي قدّمها الباحث خالد عنبتاوي، مسألة الرواية التاريخيّة بصوت الفلاح وغناء الريح. وخلال المحاضرة عرض عنبتاوي على الحاضرين والحاضرات أكثر الأبيات الشعرية المغناة في الغناء الشعبي والمقاطع الفولكلوريّة انتشارًا بين الشعب الفلسطيني في محطات متفرقة من تاريخه، من أجل فهم الروايّة التاريخيّة التي حملها معه ما قبل وبعد النكبة.

علاوةً على ذلك، قدمت الباحثة أسرار كيال، المتدربة في مجال الصحة النفسيّة، محاضرة لجموع الطلّبة والجمهور، بعنوان "آثار النكبة على الصحة النفسيّة المجتمعيّة" والتي تناولت ديناميات التناحر بين أفراد المجتمع الفلسطيني في الوقت الحالي، محاولةً تسليط الضوء على أسباب صعود الجريمة المنظمة في السياق المجتمعي، التحولات الحاصلة في المناطق المختلفة داخل حدود فلسطين التاريخيّة، ومدى علاقة النكبة بتشكيل هذا المشهد الاجتماعي وخطورته. ولم تكتف المحاضرة بعرض الواقع كما نظّر له محللو علم النفس المجتمع في سياقات الاستعمار الاستيطاني بل تناولت أيضًا سبل الفهم وطرق التغلب على آثار وتبعات النكبة والأزمات التي خلفها هذا الواقع.

كما قدمت محاضرة من طرف المحامية هدية كيوف تناولت قضية الفلسطينيين/ات الدروز، وحراك "أرفض شعبك بيحميك" الذي تأسس في عام 2014 من أجل مواجهة التجنيد الإجباري المفروض على المجتمع الدرزي في البلاد. كما تناولت المحاضرة الواقع من منظور تاريخي، وتحديدًا كيفية فصل الدروز عن المجموعات الفلسطينيّة المختلفة في سنوات الخمسينيات، وسياسات التفرقة التي يتم العمل عليها منذ ذلك الحين حتى الآن. إضافة الى ذلك قدّم الرافض رأفت حرب للجمهور تجربته في رفض التجنيد الإجباري وتطرّق إلى الضغوط التي مورست عليه في تلك الفترة.

ورشات

في "أسبوع العودة" أقيمت أيضًا ورشات مختلفة، كان أهمها "مدخل الى استخدام الذكاء الاصطناعي"، ومُيزت هذه المحاضرة بأنها اتخذت تصور العودة سمةً أساسيّة يتم تطبيق المعرفة المُكتسبة عليها في هذه الورشة. ويُسرت الورشة عن طريق الزميل ومنسق المنحة عز عودة، الذي بدوره رحب بالحضور، وقام بالتطرق الى أهم منصات الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي، وكيفية استخدامه في بناء رسمات تُحاكي العودة الفلسطينيّة للمُهجرين قسرًا.

إضافةً الى ذلك، ناقش طلّبة منحة روضة بشارة- عطا  الله رواية الأديب غسان كنفاني "رجال في الشمس" في مكتب الجمعيّة في حيفا، بتوجيه من الكاتب إياد البرغوثي. جدير بالذكر أن هذه الورشة هي استمرار لنشاطات سابقة نظمها الطلّبة خلال الفصل الأول من العام الدراسي العام لطلاب الجامعيّين في الجامعات المختلفة على مدار الفصل. 

 

جولات

ولم يخل "أسبوع العودة" الأول من برنامج جولات تقاطعت أيضًا مع البرنامج التثقيفي لطلاب وطالبات المنحة والذي تنظمه الجمعيّة، حيث نظم الطلاب في جامعتي حيفا وتل أبيب بشكل خاص، إضافة الى مجموعة ثالثة تكونت من طُلاب وطالبات من جامعات ومؤسسات أكاديميّة متفرقة، جولتين في حيفا وجولة في يافا. وتضمّنت الجولتان مسارًا في حي وادي الصليب المهجّر بمدينة حيفا، والتعرّف على قصّة سُكّانه الفلسطينيين قبل النكبة للتشديد على علاقة الجغرافيا بالهويّة، وبالتّالي علاقة التاريخ بالهوية سواءً الفردية أو الجمعيّة. ورافقت الجولة الناشطة الاجتماعيّة ومرشدة الجولات البديلة خلود أبو أحمد. كما تم تنظيم جولة أخرى في المكان ذاته وللأهداف ذاتها مع مدير الجمعيّة مصطفى ريناوي. أما جولة يافا التي نُظمت من قبل طلّبة المنحة في جامعة تل أبيب، فأُرشدت من جانب الناشطة اليافيّة يارا غرابلي، والتي تناولت قضية تاريخ يافا قبيل سقوطها بأيدي القوات الصهيونيّة عام 1948، استمرارًا بالحكم العسكري، وسياسات التضييق التي يمر بها السكان الأصليّون منذ ذلك الحين حتى السنوات الآنية.

 

إطلاق كرّاسة فعاليات العودة للأطفال

خلال هذا الأسبوع نُشرت على المنصات المختلفة التابعة لجمعيّة الثّقافة العربيّة كرّاسة فعاليات للصفوف الابتدائية، ملائمة للطلاب والطالبات من الصف الأول حتى الصف الثالث. وقُدمت للمربين والأهالي بهدف تعريف الجيل الصغير على قصص اللاجئين، وتغذية خيال هؤلاء الأطفال في كل ما يتعلق بتصوّر العودة وبناء وطن عادل، بهدف أن تكون الحقيقة في أذهانهم منارة لمعرفة الحق وتذوّت قيم الخير والسلام والحرية لأبناء وبنات شعبهم.

 

وفي تعقيب لمنسقي مشروع المنح الدراسية في جمعية الثقافة العربية عز عودة ولورين كنعان قالا: "تطل علينا ذكرى النكبة في هذا العام في ظل ظروف قاهرة تمر على أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجدهم، وبالأخص في غزة والقدس. على ضوء ذلك، ونظرًا لإيماننا بضرورة نضالنا لمنع فقدان الأمل والعمل من أجل العودة، ليس فقط للقريّة والمدينة التي هُجرنا منها، إنما أيضًا لنمط حياتنا وجذورنا المنكوبة، قرر طلّبة منحة روضة بشارة- عطا الله إطلاق اسم ’أسبوع العودة’ على فعاليات هذا الأسبوع. ويعود سبب اختيار هذا الاسم إلى رسالتنا التي تقضي بأهمية محاولة الانتصار على آثار النكبة والعمل على إحياء واقعية وإمكانية العودة وتصوّرها لدى الأجيال الجديدة".