اختتام البرنامج التثقيفي لطلاب منحة روضة بشارة عطا الله
اختتمت جمعيّة الثّقافة العربيّة الأسبوع الجاري، برنامجها التثقيفي للسنة الدراسيّة الحاليّة لطلاب الجامعات الحاصلين على منحة روضة بشارة عطا الله، من خلال تنظيم ثمانية عشر ورشة مختلفة خلال الشهرين الماضيين، تنوّعت في مواضيعها ونُظّمت عن بُعد، بسبب جائحة كورونا. وهدفت الورشات إلى تقديم تدريب للطلاب على البحث والاستفادة من مهارات فكريّة وأكاديميّة. "العدالة في ظل كورونا" انطلقت الورشات الأولى في بداية شهر نيسان/ أبريل، وربطت جائحة كورونا بالسياق الفلسطيني في ظل سياسات الحكومة الإسرائيليّة، حيث قدّمت المحامية، سهير أسعد، ثلاث ورشات بعنوان "أسئلة العدالة وحقوق الإنسان في ظل جائحة كورونا" للحديث حول السياسات الأمنيّة واستغلال الجائحة لفرض معايير انتهكت حقوق وحريّات الإنسان في العالم وبالأخص في إسرائيل، وعن دائرة العمل النقابي والمجتمعي المعارض لهذه الانتهاكات. وقدّم الطبيب، أسامة طنوس، ثلاث ورشات خُصصت للطلاب الدارسين للمواضيع الطبيّة حول "عمّال الجهاز الصحّي: بين دورهم المهني والاجتماعي" للحديث عن النظام الصحي الإسرائيلي وتأثيره على الحالة المعيشية للمجتمع الفلسطيني، مقدمًا شرحًا حول الخطاب الإعلامي الإسرائيلي المقتصر في حالتنا على عمل الأطباء الفلسطينيين في المستشفيات الإسرائيلية، دون التطرق لتعقيدات وسياسات فرضت على المجتمع العربي الفلسطيني واقعًا مريرًا في ظل الجائحة. مهارات بحثيّة من جهة أخرى قدّم البرنامج للطلاب ورشات دعم أكاديمي، حيث قدّم المحاضر، لؤي وتد، ورشات "مهارات بحثيّة" استعرض فيها مهارات وأساليب البحث الأكاديمي التي تساعدهم في اختيار وإتمام الوظائف الجامعيّة. بالإضافة إلى ذلك، قدّمت المدرّبة أمل عون ورشات تعليميّة تحت عنوان "أدوات تكنولوجيّة للحياة الطّلابيّة" لمساعدة الطلاب أكاديميًا في ظل النظام التعليمي الجديد عن بُعد. النكبة وخلال شهر أيّار/ مايو، قدّمت الجمعيّة لطلابها ثلاث ورشات مختلفة للحديث عن السياق السياسي الحالي المرتبط بالنكبة الفلسطينيّة، حيث قدّم الباحث، وئام بلعوم، ورشة بعنوان "العنف والجريمة في المجتمع العربي" مستندًا على بحث أقامته جمعيّة "بلدنا" حول العنف والجريمة في الداخل وارتباطاتها بالسياق الإسرائيلي أمنيًا ومجتمعيًا، كما قدّمت المحامية ميسانة موراني من مركز عدالة ، ورشتين حول "النكبة ودور القانون في هندسة الحيّز" التي عرضت من خلالها السياسات الإسرائيليّة وكيفية استخدامها للقانون في محاصرة الفلسطينيين، وبالأخص في منطقة النقب من خلال إجراءات تهدف لحصارهم بغية فرض واقع استيطاني جديد في المنطقة.

واختتم البرنامج بورشات لطلاب السنة الأولى في المنحة من خلال تقديم الباحث، خالد عنبتاوي، ورشات بعنوان "الرواية التاريخيّة"، التي عرض من خلالها الأحداث التاريخيّة للنكبة وما قبلها من تسلسل أحداث ساهم في احتلال فلسطين والتي أثرت على الوضع السياسي والاجتماعي الحالي. صقل هويّة وبناء معرفة وأشاد عدد من الطلاب بالورشات واعتبروها مهمّة جدًا في فهم السياق السياسي الذي يعيش فيه المجتمع العربي الفلسطيني في البلاد، واعتبروا أن هذه الورشات تساهم في صقل هويتهم ومعرفتهم ومهاراتهم. بدوره أكّد الطاقم المنسّق لمشروع المنح في الجمعيّة على "أهمية إيصال الخطاب الوطني والمهني للطلاب بعيدًا عن الرواية الإسرائيليّة التي تشوّه الحقائق، وذلك من خلال اختيار مضامين نعيشها يوميًا وتحتاج منا دائمًا للاستمرار في البحث عن أسئلة العدالة وسرد الواقع الذي تفرضه السياسات الإسرائيليّة، إن كان خلال جائحة فيروس كورونا أو في استمرار سياسات التهجير والحصار منذ نكبة عام 1948". يُشار إلى أن برنامج المنح في جمعيّة الثقافة العربيّة انطلق عام 2007 بدعم من مؤسسة الجليل- لندن بتقديم 100 منحة دراسيّة للطلّاب الجامعيّين الفلسطينيّين في الداخل، وازداد العدد خلال السنوات اللاحقة ليصل في كل سنة إلى 250 منحة يستفيد منها الطلّاب لمدّة ثلاث سنوات. ويهتم برنامج المنح الدراسيّة بتقديم مرافقة أكاديميّة للطلاب، وبتنظيم برامج ثقافيّة، بالإضافة إلى ساعات عمل تطوعيّة تخدم المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل.